| روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 5:14 pm | |
|
كنت ُ متلهفا للقاء مخطوبتي ، فبعد فراق أسبوع كامل ، شعرت بشوق شديد إليها !
( يمكن ما تصدقون ، بس قلبي تعلّق بها البنت من النظرة الأولى ، أو على قولتها : النظرة الثانية ! لأنها أطول و أعمق )
حين جلست إلى جانبي في السيارة انتابتني رغبة جامحة في الكشف عن وجهها !
( أبي أشوف وجهك يا لمى ! وحشتيني موت ! )
ذهبنا بعدها إلى أحد المطاعم
( و ما صدّقت أخيرا أنها شالت الغطاء و نوّرت مثل القمر ! و أحلى من القمر ... )
ما أجمل هذه الفتاة !
( على فكرة ، الحلقة ذي للبنات فقط ! إذا أنت غير كذا تفضّل من غير مطرود ! ترى أنا غيور حدّي ! )
في المطعم الذي اخترناه ، جلسنا عند طرفي طاولة كبيرة بعض الشيء، ما صعّب علي إطعام مخطوبتي بنفسي !
( المفروض في المطاعم يحطّوا طاولة صغيرة عشان المخطوبين اللي مثلنا يجلسوا قراب من بعض ! )
قلت :
" ما أكبر هذه الطاولة ! اقتربي منّي "
( أقترب منّك ؟؟ وين تبيني أجلس ؟؟ جنبك يعني ؟ وش تبي يقول النادل (الجرسون) عنّا ؟؟ خلّك مكانك و خلني مكاني ! )
لم تبادر هي بأي اقتراب ! إنها خجولة !
أمسكت بيدها ، وضممتها بين يدي و حدّقت في عينيها معبرا عن شوقي ... ما أحلاها حين تطأطىء بعينيها و تتورّد وجنتاها خجلا ...
( أموت في خجل البنات هذا ! يسحرني ! آخ من جمالك آآآآخ ! )
كان علي ّ أن أمد ذراعي طويلا حتى أصل إلى وجهها راغبا في رفع أنظارها إلي ... لكن مخطوبتي ابتعدت للخلف ، بل و دفعت بالكرسي للوراء !
( يالله عاد ! قربي منّي و خلّيني أنفّس عن مشاعري ! )
( أقول يا بو الشباب .. اتأدّب و إلا قمت لك بالجزمة ! )
( بل ! وش هالنظرة التهديدية الحمراء دي ؟ ابعّد يدي أسلم لي ! شكلها ناوية تعضني ! لا يكون عندها أنياب بس !!؟؟ )
تراجعت بيدي إلى الخلف ... باستسلام !
( خلني أصبر شوي ! تو الناس ! قدّامنا سهرة طويلة ! يا معين الصابرين يا رب ! )
و أمسكت بقائمة الأطعمة ...
فعلت هي الشيء ذاته ، و أثناء مطالعتها للقائمة كنت أتسلل بنظراتي نحوها ! جميلة مثل أميرات الأساطير ! اعتقد ...أنني محظوظ جدا بحصولي على زوجة بهذا القدر من الجمال ...
( وش فيكم تطالعوني كذا ؟؟ يعني إذا ما تأمّلت زوجتي أتأمّل من ؟؟ )
إنني بلا شعور ... أراقب كل شيء فيها ! نظراتها ... تعبيرات وجهها ... حركات يديها ... التفاتاتها ... الطريقة التي تتحدّث بها ... الطريقة التي تمسك بها الملعقة ... و تشرب بها العصير ... و تبلع بها الطعام !
أظن أن هذه النظرات أزعجتها كثيرا ... لكنني لم أستطع منع نفسي من تأمّلها !
بعد انتهائنا من العشاء ، قمنا بجولة طويلة في أماكن متفرقة من المنطقة كنت سعيدا جدا ، ألا أنني لم أشعر باكتفاء ! فالعباءة و غطاء الوجه يحولان دون ( شوفتها زين ! )
كنت أريد أن ننهي جولتنا و نعود للمنزل، و ( نتقابل زي الناس ! )
لكن خطيبتي جعلتني أطوف بها في مناطق عدّة قبل أن تقر عينيها أخيرا و تقول :
" هذا يكفي لليوم !"
( أخيرا بنرجع البيت ؟ ياهوووو )
انطلقت بالسيارة مسرعا بعض الشيء !
سمعتها تقول :
" لا تسرع ! أنا أخاف من السرعة ! "
( و إلا يعني زهقت مني و ما صدّقت أقول لك نرجع البيت و طيران تبي تودّيني ؟؟ أشوف الفرحة شعشعت من وجهك و عيونك انفتحت على مصراعيها !؟ - تذكرون مصراعيها ذي ؟ - لها الدرجة تبي الفكّة ؟؟ )
" أحقا ؟ لا تخافي و أنت ِ معي يا حبيبتي ! "
( و الله ما ينخاف إلا منّك أنت ! وش فيه وجهك صاير متغيّر ! خلاص هذا إحنا رادين البيت ، و آسفة إنّي مشورتك معي كل ها الساعات و دوّخت راسك و خسّرتك بنزين ! )
و تلت ذلك فترة صمت ...
شعرت باستياء من إدراكي بأن مجد كان يشعر بالضجر و يريد إنهاء الجولة ، فيما كنت اعتقد بأنه سعيد معي !
ربما لأنني بالغت في قائمة الأماكن التي أصررت على زيارتها !
ربما لان الوقت قد تأخر ... و تجاوزنا منتصف الليل، ( و الرجال تعب و يبي ينام ! )
وصلنا إلى منزلي أخيرا ... التفت إليه لألقي عليه التحية و أقول :
" تصبح على خير ! "
( هيه تعالي ! وين بتروحين ؟؟ انتظري ! باجي معك ! قال على خير قال ! ما صدّقت على الله وصلنا البيت ، تقولين لي على خير !؟؟ أبي أشوفك زي الناس ! )
" هل ستنامين الآن ؟؟ "
( أكيد بـ أنام ! وش ها السؤال ؟؟ )
" نعم ! "
و مددت يدي إلى مقبض السيارة ، فرأيته يوقف المحرّك ، و يسبقني بفتح بابه !
( أقول مجد عيوني ، ما فيه داعي للحركات هذه ! الباب أدلّه و المفتاح عندي ! ما يحتاج ترافقني يعني ! )
التفت إليه فنظر هو إلي و قال :
" لا تنامي ! سأجلس معك لبعض الوقت ! "
( باجلس يعني باجلس ! ما لي شغل في نومك ! خليني أتهنّى لو كم دقيقة ! )
تفاجات ! بقيت ساكنة في موضعي و يدي معلقة على المقبض ، لما رآني هكذا قال :
" ألا تودين أن آتي معك ؟؟ "
( لا ! اقصد إيه ! أعني إلا تعال حياك الله ! اوه ... وش فيني ملخبطة ؟؟ أقول ... ما جاك النوم ؟؟ ترى الساعة وحدة الليل الحين ! من صدقك تبي تنزل معي ؟؟ )
" بلى تفضّل ... أهلا بك ! "
و دخلنا إلى المنزل !
كان يغط في سكون عميق ، فقد نام الجميع ...
( بصراحة ... حسيت بخوف ! ...الحين مجد ما زهق مني كم ساعة و أنا معه ؟؟ )
دخلنا غرفة الضيوف ، و ما إن جلسنا على المقاعد، حتى انقضّت يد مجد على يدي و انطلق لسانه قائلا :
" الآن أستطيع التعبير عن مشاعري ! كم اشتقت لرؤيتك يا حبيبتي ! كم أحبّك ! "
( إيه ! قول كذا ! ما تجوز عن ها الحركات ! مجدوووووه و بعدين معااااك ؟؟ )
سحبت يدي من بين يديه و أنا أقول :
" معذرة ...سوف ... أذهب إلى دورة المياة ! "
و خرجت من الغرفة !
( و الحين ؟ وش أسوّي مع ها البعل ؟؟ يعني ما تقدر تعبّر عن مشاعرك إلا إذا مسكت يدي ؟؟ ما فيه كلمة حلوة كذا لله في لله ؟؟ يا حليله ها الرجّال ! و الله شكله يحبني من صدق ! خلوني أسوي له دلة شاي يدفـّي بها مشاعره ! و أصبها فوق راسه إن تجاوز الخط الأحمر ! )
تركت الماء يغلي على النار ، و أسرعت إلى غرفة نومي و ألقيت نظرة على ميكياجي !
( الدنيا ساحت ! وش ها الماركة ؟؟ لازم أغيّرها ! بكرة أروح السوق ! يبي لي دروس في الماكياج و أصوله و ماركاته ! خلني الحين أضبطه بسرعة ! )
مصطلح ( سرعة ) لا وجود له في قاموس ( امرأة أمام المرآة ) !
( مو صح يا بنات ؟؟ )
بعد وقت ليس بالقصير ، عدت إلى إبريق الماء فوجدت نصف كميته قد تبخرت !
أعددت الشاي ، و طبق مكسرات ، و ذهبت إلى ( الخطيب المتروك ! )
( مسكين مجد ! أكيد قاعد على أعصابه !
أحسن ! خلّه يحترق شوي .... عشان يطلّع اللي في قلبه كلّه دفعة وحدة ! )
تصوروا ما رأيت حين دخلت المجلس ؟؟
خطيبي المبجّل نائما على الكنبة بطوله
( رجّال ما عرفته إلا من فترة قصيرة و لا أشوفه إلا منسدح على الكنبة و نايم ! لا حوووول لا يكون مفكّر بيتنا فندق ! بالله أنت جاي تسولف معي و إلا تنخمد عنّي ؟؟ قال مشتاق لي قال ! و الحين وش أسوّي ؟؟؟ مجدووووووه قم رح بيتكم يالله ! أو .... لحظة ... لا لا لا ! أقول ... خلّك نايم شوي ... أبي أشوف تشخر و إلا لا ؟؟ فرصة عشان أتطمّن على مستقبلي ! )
يتبـــــع
| |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 5:22 pm | |
|
ربما أخذ ( بعلي ) ما أخذه من التعب هذه الليلة !
و الآن ... ماذا أفعل ؟؟ هل أوقظه ؟ أم أدعه نائما و آوي إلى فراشي ؟ أم أبقى أراقبه و أصغي إلى أنفاسه لحين ينهض من تلقاء نفسه ؟؟
( و على فكرة ، الفحص طلع سليم و بعلي ما يشخر ! أشوىىىىى )
قرّبت وجهي من رأسه بعض الشيء و همست :
" هل أنت نائم ؟؟ "
( أكيد نايم ! وإلا قاعد يمثّل يعني ؟؟ و بعدين مع هالمشكلة ؟؟ )
رفعت صوتي و ناديت :
" مجد ! هل نمت حقا ؟؟ "
لم يتحرّك خطيبي البتة ! كررت النداء عدّة مرات دون جدوى !
( لا يكون مات و رمّلني و أنا توني منخطبة ؟؟ مجدووووه اقعد عاد ! )
مددت يدي و ربت بلطف على يده ، و لم يفق !
( وش هالنومة بعد ؟ أثاريك من أهل الكهف و أنا ما أدري ؟؟ )
قفزت إلى رأسي فكرة بسيطة !
تناولت سماعة هاتف المنزل و اتصلت برقم هاتفه المحمول و تركته يرن حتى أزعج النائم فصحا أخيرا !
أتعرفون ما فعل حين نهض ؟؟
نظر إلي ، ثم أخرج الهاتف من جيبه ، ثم تحدّث إلى عبره !
" آلو نعم ؟؟ "
( نعم الله عليك ! صح النوم ! )
عاود :
" آلو ؟؟ "
أقفلت أنا السماعة بدوري و أنا انظر إليه باستغراب ! فنظر هو إلي ببلاهة و قال :
" انقطع الخط ! "
( لا يا شيخ ؟؟ لا ؟؟ احلف ؟؟ انقطع الخط ؟؟ ما أصدق ! ! )
مجد نظر من حوله و لم يبد أنه استوعب الأمر ، ثم بدأ بالتثاؤب !
" آه حبيبتي ... لقد تأخرت ِ ! "
" ذهبت لإعداد الشاي ! يبدو أنك متعب ! "
" لا أبدا ! أنا بخير ! "
( إلا متعب و نعسان و مخلّص بنزينك ! قم رح بيتكم ! )
مد يده مشيرا إلي :
" تعالي حبيبتي ! اجلسي بقربي ! "
مشيت بتردد.. و بطء .. حتى جلست إلى جانبه على تلك ( الكنبة ) الطويلة !
رأيت يده تمتد نحو الدلّة ، و تقوم بسكب الشاي في الفنجانين !
قدّم لي أحدهما و بادر بارتشاف الآخر و هو يقول :
" الشاي سينشّط دماغي ، و يدفّىء قلبي ! "
و رمقني بنظرة خطيرة !
( أوووه ! الشاي سوّى سواياه ! )
كنت أراقبه و هو يرشف رشفة ، يعيد الفنجان إلى مكانه، يرفع يده ، يدفعها نحو الفنجان ثانية، يرفع الفنجان ، يقرّبه من فمه ، يرشف جرعة ثانية، يعيده إلى مكانه، يبعد يده قليلا ، ثم يعيدها إلى الفنجان ، و يرفعه من جديد !
( وش فيه الرجال يشتغل مثل الماكينة ؟؟ )
بالكاد كنت قد احتسيت رشفتين من قدحي ، حين أفرغ مجد محتوى فنجانه في جوفه كاملا ! و الآن ...
أخذ يراقبني و أنا أشرب الشاي !
( يا شيخ شوي و أغص من ها النظرة ! لف وجهك عنّي ! )
لكن بعلي في الله ظل يراقب بإصرار !
" هيا اشربي ! "
( وي ! شوي شوي علي ! تبيني احرق بلعومي ؟؟ )
وضعت فنجاني جانبا و سكبت ُ له مقدارا جديدا !
تناوله بالسرعة ذاتها و كأنه يريد الفراغ منه ، للتفرغ لمهمة تالية !
أنا أيضا كنت قد فرغت من فنجاني الأول ... و حينما أمسكت ( بالدلّة ) بقصد سكب المزيد لنا :
" يكفي حبيبتي ! "
سكبت ُ بعض الشاي في فنجاني ، و بدأت ارتشفه ببطء !
" تفضّل بعض المكسرات ! "
" المكسّرات ؟ آه نعم ... "
و بدأ بتناول بعضها ، بينما عيناه على فنجاني ! يرتقب لحظة فراغي منه !
( وش فيك محدّق في فنجاني ؟؟ أخاف حاط فيه شي أو شي ؟؟ و الله ما أشربه ! )
وضعت فنجاني على الطاولة و استندت على ( الكنبة ) ، في وضع يوحي للناظر بأنني لن أشرب المزيد !
قال :
" اشربي حبيبتي ! "
( لااااا ! أكيـــــــــــد حاط فيه شي ! ليه مصر أشربه ؟؟ اعترف أحسن لك ؟؟ )
" اكتفيت ! "
و برقت لمعة في عينيه !
قال :
" هل تشعرين بالدفء ؟ "
" نعم ! "
فهو شعور طبيعي بعد كمية الشاي الساخن التي شربتها !
ابتسم مجد و مدّ يده و أمسك بيدي و هو يقول :
" بالفعل ، أنت دافئة ! "
( أوهووو .... بدينا الحركات القرعاء ؟؟؟
إلا أقول : وش معنى قرعاء ؟ مؤنث أقرع ! و أقرع أعتقد تعني أصلع ! و أصلع هو الرجل الذي فقد شعر رأسه من كثر هواشه مع المدام ! ترى الصلعان غير مرغوب بهم من قبل معظم الفتيات ! ( مو صح يا بنات ؟؟ ) أشوى ، مجد شعره كثيف و ناعم ! أحلى من شعري الأجعد المتمرّد ! يا رب أولادنا يجوا على أبوهم ! أوووه ! أنا وين وصلت ؟ خلنا نرجع لموضوعنا ! وين كنّا ؟؟؟ إيه ... بالفعل أنا دافئة ! )
نعم دافئة ... و كذلك هو دافىء ! أشعر بالدفء المنبعث من راحتي يديه ! و الغريب ... الغريب هو أنني تركت يدي أسيرة بين يديه و لم أبادر بسحبها !
لم أشعر برغبة في سحبها !
بل ... برغبة في بقائها !
( مجدوه ! إنت وش حطّيت لي في الشاي ؟؟ )
مجد كان ينظر إلي مبتسما ... ربما محاولا قراءة ردود فعلي من عيني ...
لماذا تركت يدي بين يديه ؟
لا أعلم !
لكن رعشة سرت ببدني... و بدأت أنفاسي تتضايق ... و صدري يشهق ... و قلبي يتسارع في النبض ...
بقيت على هذه الحالة ، ساكنة في مكاني ... أتتنفس بصعوبة و يدي حبيسة قبضتيه ... و كانت عيناه تراقباني ... و أشعر بهما تلسعاني !
لا أعرف كم من الزمن مضى ، لم أنتبه إلا حين سمعته يقول أخيرا ...
" حسنا ... سأدعك تسترخين ... و الأيام بيننا ! "
و نهض واقفا حاثا إياي على النهوض
وقفت إلى جانبه ، و عيناي تحملقان في اللا شيء !
قال :
" أحبّك ، تصبحين على خير ! "
ثم اختفى !
شيء ما تغيّر !
إنني لا أزال أشعر بدفء يديه في يدي !
كم بدت يداه كبيرتين رحيبتين ، أمام نحول يدي و دقّتها !
إنهما تصلحان مجدافين !
ما بي أشعر برغبة في الضحك ؟؟
( الظاهر السهر مأثّر علي ! )
حملت صينية الشاي و المكسّرات إلى المطبخ ، و تركتهما دون تنظيف ، و عدت إلى غرفتي ...
وقفت أمام المرآة ، و لمحت أشياءً غريبة تبرق في عيني !
أشياء تجعلني أشعر بسرور مجهول السبب ! و تربعّت ابتسامة مجهولة المصدر على شفتي ّ !
سبحت في تفكير عميق ... و في رأسي سؤال حائر ...
لماذا تركت يدي مستسلمة بين يديه ؟؟
مضت ساعة و الأفكار تجوب بخاطري ، و أنا جالسة على مقعدي أمام المرآة !
( و الحين جا وقت الجد ! الله يعيني على شيل المكياج و تمشيط الشعر و ترتيب الأغراض ! و الله إنها مبعثرة بكبر الغرفة ! و هاذي سالفتي كل مرّة؟ أطلّع في كل العلب و أرد ألمهم ؟؟ مرّة ثانية لا باحط مكياج و لا شي ، مانا شايفة الرجّال معبّرني يعني ! )
بعدما انتهيت من مهمّتي الصعبة في تنظيف وجهي و ترتيب أشيائي ، استلقيت على سريري و تنهّدت ...
مددت يدي تحت الوسادة ، فخطرت خاطرة ببالي ... !
( ليه مجد ما أعطاني صورة شخصية له ؟ أبي أحطها تحت الوسادة مثل الأفلام ! )
في لقائنا التالي ، سوف أطلب منه صورة !
( لا لا لا ! ما رح أطلب ! يقول عنّي ملهوفة عليه بعدين ؟ خلّه هو اللي يطلب صورة لي أوّل ! )
الكثير من الأفكار الخالية من المعنى اختلطت في رأسي ليلتها ... و ليلتها ، و بعد إن نمت بصعوبة ، ربما بسبب تأثير الشاي ، ليلتها ... رأيت حلما غريبا جدا !
( لا تضحكون !
شفت مجد ....
متحوّل إلى زورق
و يدينه صاروا مجاديف !!
و أنا متعلقة بهم !
لا تقولوا له )
يتبـــــع
| |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 5:30 pm | |
| كان يوم جمعة !
و أنا أصررت و ألححت على شجن ، للذهاب معي إلى السوق ، و أجبرت أخي كريم على مرافقتنا !
( أموت و أعرف ، هذولا الرجال ليه يجيهم تشنّج لا قالت لهم وحدة : ودني السوق؟؟ )
كنت أعزم شراء بعض الحاجيات ، من لوازم ( التجميل و التعديل و الزينة ! )
( يعني أخوي ماله شغل في الموضوع بالمرّة ، بس مسكين تحايلت عليه لين وافق ! )
في أحد محلات الملابس ، سألتني شجن :
" أي لون يفضّل خطيبك ؟؟ "
( أي لون ؟؟ وش درّاني ؟ ما قال لي ! )
" لا أعلم ! "
نظرت إلي باستنكار و قالت :
" لا تعلمين ! أي مخطوبة أنت ! كان أجدر بك سؤاله من اللقاء الأول ! "
( يالله عاد ! شجنوه لا قامت تتفلسف يبي لها سدادة تسد حلقها ! تصوّروا ... أوّل لقاء : أنا : كيف حالك؟ هو : بخير أنا : وش لونك المفضّل ؟ هو : أسود أنا :أسود ! مو حلو ! ما تحب لون ثاني ؟ هو : أحبّك إنت ِ ! أنا : كذا على طول ؟ من النظرة الأولى ؟ هو : اوه نسيت ! اصبري ! نأجّلها للنظرة الثانية ! )
" لمى ! أين سرحت ِ ؟ "
سمعت شجن تخاطبني ، لقد كنت شارذة بعض الشيء !
" لا شيء ! أي لون تتوقعين أنه يفضّل ؟؟ "
" الأحمر ! "
" الأحمر ! ما أدراك !؟؟ "
" اسأليني أنا ! لا يوجد رجل في الدنيا لا يحب هذا اللون ! لماذا ؟ الله أعلم ! "
و استماعا إلى نصيحة ( خبيرة الألوان ) شجن ، اشتريت فستانا جميلا أحمر اللون ، إضافة إلى مجموعة من أدوات التجميل ، و المساحيق ، و العطور ، و غيرها !
( صرفت ذاك يوم صرف مو طبيعي ! و كل ما شفت شي عجبني أخذته ، و لولا إن أخوي معنا كان طوّلت لين الليل و شريت السوق كلّه ! )
لا أعرف ما الذي دهاني ! شعرت برغبة جنونية في شراء الكثير من الملابس ، و أدوات التجميل ، و العطورات ، و أشياء عديدة لم يكن يخطر ببالي اقتناؤها ذات يوم !
( و ودّي أسوي تصفية شاملة و تجديد كامل للأغراض اللي عندي في الدواليب ! )
في النهاية ، عدت ُ إلى بيتي محمّلة ( بالبضائع ) ، و قريرة العين !
كنت أقلّب و أتفرّج على مشترياتي ، و أجرّبها ، فيما ألقي نظرة بين الفينة و الأخرى على هاتفي المحمول !
( وش فيهم بعض الناس لا اتصلوا و لا بعثوا رسالة ؟؟ )
هممت ُ بالاتصال ، لكنني ترددت ، و تراجعت !
نظّمت أشيائي في الأماكن المناسبة ، و استلقيت على سريري ، و الهاتف في يدي !
( و بعدين ؟؟ ليه ما اتصل علي للحين ؟؟ لا يكون نساني ؟ )
لا أعرف ما الذي جرى لي ! و لم أنا متلهّفة لمحادثته !
( لا ! مو متلهفة ! يالله لا تطالعون فيني ، بس قلقة شوي ! و إلا حرام أقلق على بعلي ؟؟ )
قررت أخيرا أن أبعث إليه برسالة !
( و مش أي رسالة ! )
ذهبت ُ إلى حيث يجلس شقيقي كريم !
" ( كرّومي ... عندك رسالة حلوة ؟ ) "
قلتها بدلال ، و خجل !
كريم نظر إلى بمزيج غير متجانس من الخبث و البلاهة !
" أي رسالة ؟ "
( أي رسالة بعد ؟ رسالة جوّال طبعا ! )
كان هاتفي في يدي ، فلوحت به ...
نقل كريم نظره من هاتفي إلى شاشة التلفاز ، حيث نشرة الأخبار التي يتابعها !
" عندك و إلا لا ؟ "
" لمن سترسلينها ؟ "
( حلوة ذي ! يعني إلى من بارسلها ؟ أكيد بوش أو صدّام ! هو فيه غيرهم ؟؟ مو هم أهم شخصين في العالم الحين ؟؟ بوش يعني دفع ، و صدّام يعني صدم ! دفع و صدم = حادث ! كارثة ! توني أكتشف وجه الشبه ! كريموه ... إذا عندك شي حلو هاااات ! )
" لمن في اعتقادك ؟؟! جورج الابن ؟؟ ( بلا حركات ! يالله ! ) "
بوجه جامد ، تناول هاتفه المحمول ، و الذي كان موضوعا إلى جانبه ، و أخذ يفتّش عن رسالة حلوة !
( شوفوا الذوق :
[ ألم تكوني زمانا قرّة العين ِ ( آ..آ ) فمن ذا أصابك يا بغداد بالعين ِ ؟ ]
بالذمّة ذي رسالة أرسلها لخطيبي هالوقت ؟؟ )
" كريم ! أريد رسالة حلوة لا مرّة ! ( خل الجراح مسكّرة ) "
و أي جراح ... و أي ألم !
( نبطّل السالفة أحسن ... يكفيكم اللي تشوفوه في التلفاز و تسمعوه في المذياع ... و تقرؤوه في الجرايد ... و تتصفّحوه في الانترنت ! والله يكفي ... )
أرسل لي بعدها رسالتين ( حلوين بالمرررة ! )
و طرت إلى غرفتي ، و أرسلت إحداهما إلى الغالي المجّل بوش ...
أووووه أقصد مجد !
يا ويلي لو كان سمع !
هذه غلطة ذي ؟؟!! و الله جريمة لا تغتفر !
( لا تودوني في داهية ! كأنكم ما سمعتوا ... اتفقنا ؟؟ )
انتظرت الرد ، لكنه لم يأت ِ إلا بعد حين ... برسالة لذيذة جدا !
( لا تحاولوا ! ما رح أعلّمكم إش فيها ! )
اعتقد إن الهاتف المحمول في هذا العصر ، خدم المخطوبين كثيرا جدا !
الرسائل ( الحلوة ) لها وقع جميل على النفس، ( طبعا على الناس اللي عندهم إحساس فنّي ... و مشاعر رومانسية ! )
( بنات ... يعني اللي انخطبت قبل سبع سنين راحت عليها ! )
و بعد قليل ، جاء كريم إلى غرفتي يحمل الهاتف المنزلي اللاسلكي !
" مكالمة لك ! "
قلت باستغراب :
" من ؟؟ "
" جورج الابن ! يشكرك على الرسالة ! "
و وضع الهاتف على المنضدة و ولّى !
( كريموه ما يتوب عن طبعه ! و انتوا بعد ليه مستغربين ؟؟ إيه ... جورج الابن يبي يكلّمني ! على بالكم أنا شي سهل ؟ مكالمة وحدة بس و ألخبط له مخّه ! )
أخذت السماعة اللاسلكية ، و أغلقت الباب ، و أوصدته ، و جلست على سريري !
" آلو ؟ "
" مرحبا حبيبتي ! كيف أنت ِ ؟ "
" أهلا ! أنا بخير ! ماذا عنك ؟ "
" الحمد لله في أحسن حال ... مادمت أسمع هذا الصوت الجميل ... و أقرأ هذه الرسائل الحلوة ! يا حلوة ! "
التجسس حرااااام
و عيب بعد !
اتركونا وحدنا !
>>> بوجه عام ، تعشق المرأة التزيّن !
و حين تكون في مرحلة الخطوبة ... فإن هذا العشق يصل إلى قمّته !
س : من هم أصدقاء الفتاة المخطوبة ؟؟
ج : المرآة ، السوق ، الهاتف !
مالي شغل ! هذه فلسفة شجنوه ! <<<
يتبــــــع | |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 5:39 pm | |
| في البداية ، شعرت بأنني طير أحلّق في السماء ، من شدّة السعادة !
( أموت أنا في الكلام المعسول ! إيه مجد ، قول بعد ! كذا الخطّاب و إلا بلاش ! )
كانت محادثة حميمة بادىء الأمر ...
ذكر لي تفاصيل اعماله لهذا اليوم ، ثمّ سألني :
" ماذا فعلت ِ انت ؟ "
أجبت بكل براءة و عفوية :
" ذهبت إلى السوق و اشتريت بعض الحاجيات ! "
" ذهبت ِ إلى السوق ؟؟ "
" نعم ! "
" لم تخبريني بذلك ! "
" ها أنا أخبرك ! "
" أقصد لم تخبريني قبل ذهابك ! لم تطلبي الإذن ! "
نعم نعم ؟؟ إيش إيش ؟
حلوة ذي ! إي إذن أي أنف عيوني ؟ بعد هذا اللي ناقصني !
قلت مستنكرة :
" ماذا تقصد ؟؟ ! "
" أقصد أنه كان عليك طلب الإذن مني قبل الخروج ! "
( لا يا شيخ ؟؟ لا و الله !؟ رح بس رح ! مين فاكر نفسك ؟؟ )
استأت كثيرا ، و كثيرا جدا من كلامه ، و تمتمت بعابارات الإستنكار
و تعلمون ما كان نصيبي ؟
محاضرة دينية عن واجبات الزوجة و التزاماتها ، جعلتني أشعر برغبة في خنق السماعة ، أو صاحب الصوت المنبعث عبرها !
" لا بد أنك تعلمين ... أن على الزوجة أن تستأذن من زوجها قبل خروجها من البيت ! آمل ألا يتكرر ذلك ثانية ! "
قلت و أنا مشتعلة غيظا :
" بل عليك أنت ألا تحدّثني بهذه الطريقة ثانية ! "
احتدت بيننا مجادلة مزعجة ، جعلتني أكره اللحظة التي قلت فيها : ( نعم قبلت ) بمجد زوجا لي !
انهيت المكالمة بشكل ( عدائي ) و أقفلت هاتفي ، و انخرطت في بكاء طويل !
ألا يمكن للرجال أن يكونوا أكثر لطفا و تحضّرا في طرق تعاملهم مع النساء ؟؟
حتّى و إن كان الحق معه ، ألا يملك طريقة أرق للفت نظري إلى هذا الأمر ؟؟
هل يعتقد أنني ساحترمه فقط و فقط لأن اسمه مسجّل في العقد كزوج لي ؟؟
حتى لو لم أكن التقيت به غير مرات قليلة ، و لا أعرف عنه سوى القليل ؟؟
مرّت ساعات و أنا شديدة الإنزعاج ، و حبيسة الغرفة ... و في رأسي تدور أفكار شريرة !
لسوف أطلب من أبي أن يطلّقني من هذا المخلوق الفظ !
أنا أكرهه !
مسحت نهري الدموع السائلين على وجنتي المحمرتين ، و قمت أطالع مشترياتي من السوق لهذا اليوم !
كم كنت حمقاء ، و أنا أسرف في الشراء من أجل رجل فظ يدعى مجد !
شعرت برغبة جنونية في التخلص من كل أشيائي ، و تمزيق ذلك الفستان الأحمر حتى الموت !
( أجل واحد توني أعرفه من فترة بسيطة يبيني استأذنه إذا جيت أطلع ! ما أقبل ! )
بدت فكرة مذلّة ، و تعززت نفسي عن الرضوخ لها آنذاك ...
شغلت نفسي بعد ذلك بأمور أخرى ، إلى أن حلّت الساعة العاشرة مساءا
فتحت هاتفي المقفل ، رغبة منّي في ظبط المنبه ، و ما أسرع ما رن !
( هذا مجدوه متّصل علي ! ما أبي أرد عليك ! رح عنّي )
تجاهلت الرنات الأولى ، و لكني حين لاحظت إصراره ، استجبت !
قلت بنبرة حادة زاجرة :
" نعم ؟ "
" أهلا حبيبتي ! أين أنت !؟ "
( وين يعني ؟ في البيت الأبيض ؟ مع جورج الابن ؟؟ في غرفتي جالسة ! و إلا تظن إني طلعت السوق و لا استأذنت حضرتك ؟ )
" في المنزل "
" أعني ... لم كان هاتفك مقفلا طوال الوقت ؟؟ اتصلت قرابة المئة مرة ! "
( لا يا شيخ ؟ مئة مرّة وحدة ؟؟ مسكين ! و على إيه ذا كلّه ؟؟ وش بغيت منّي ؟ )
قلت بغلاظة :
" نعم ؟ ماذا تريد ؟ "
" سآتي إليك ! "
ووووت ؟؟
تجيني ؟ وش قلت ؟؟
" ماذا ؟؟ "
" سآتي إليك الآن ! ثلث ساعة و أنا معك ، لا تنامي ! "
أوووووه ! لحظة لحظة ! وين طاير ! أي تجيني أي داهية ! أنا مو مستعدّة !
و بعدين أنا زعلانة منّك أصلا و لا أبي أشوف وجهك !
" الآن ؟؟ "
" نعم حبيبتي ، انتظريني "
و من ذهولي لم أجسر على قول شيء !
( الحين مجدوه بيجيني ! مصيبة ! شعري مو مسشور !! ( مو مكوي ) رحت فيها !
و طيران على الحمّام ( الله يعزكم ) أغسل شعري و أحط فيه ( غرشة ) جل مثبّت و أشيل و أحط و ألوّن في وجهي بسرعة !
و الله ما أدري كيف صار شكلي ! الله يستر !
و الحين ...
بسرعة أبي أغيّر ملابسي ... إش ألبس ؟ ذا ... لا ذا ... لا ذا ...!
و ما رسيت إلا على الفستان الأحمر اللي تعرفون !
>>> في كثير من الأحيان ، ليس المهم الماهية ، إنما الكيفية !
قد لا يكون ما ستخبر به خطيبتك مهما بمقدار الطريقة التي ستخبرها بها !
يجب أن يكون التزام الطرفين تجاه بعضهما البعض ناجم عن احترام و تقدير متبادل لشخصيهما ، و ليس فقط لأنهما زوجان !
الخلاصة : سأحترمك لانك شخص يستحق الاحترام ، و ليس لأنك شخص يجب علي احترامه !
مفهوم ؟؟ <<<
يتبــــع | |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 5:45 pm | |
| يدق قلبي بسرعة رهيبة ، و أنا في انتظار تشريف خطيبي في زيارته المفاجئة هذه الليلة !
لا أكاد أبرح موقف أمام المرآة ، أضبط زينتي و أرتب شعري الأجعد بطريقة تجعله يبدو في ( تسريحة جديدة ! )
( خلّصت علبة الجل فيه ! يا ربّي وش أسوّي مع ها الشعر ؟؟ يعني كل مرّة يجيني مجدوه لازم و حتما و لابد أكويه ؟؟ احترق ! و الله شغله ! إيه ... إش عليه هو ؟؟ شعره ناعم و سايح كأنه قطعة حرير ... ! بالله رجّال شعره ناعم وش يسوّي فيه ؟؟ )
كنت قد تشاجرت مع خطيبي المبجّل بسبب غضبه مني ، لكوني قد خرجت ُ إلى السوق دون ( أخذ الإذن من سي السيّد ! )
قرع الجرس جعل قلبي يقشعر !
( وصل مجدوه أخيرا ! الله يستر ! )
ذهبت لاستقباله عند المدخل ... و كنت مطأطئة رأسي ( و قالبة وجهي ، يعني زعلانة ! )
لمحتة يبتسم !
و أمطرني بعابارت الترحيب الحارة
" مساء الخير حبيبتي ... مساء القمر المنير ... مساء الجمال و الحب ! "
( أوووه ! طالع ذا وش يقول ؟ الظاهر إنه مبسوط و رايق ! يمكن نسى إنا تهاوشنا ؟؟ )
رفعت بصري مجددا إليه ثم غضضته ، لمحت باقة من الزهور في إحدى يديه ! ( أكيييد عشاني ! )
قلت بصوت خفيف و بارد :
" مساء النور ... تفضّل "
" تفضّلي حياتي "
و دخلنا إلى المجلس الذي اعتدنا اللقاء فيه ، و حين أغلقنا الباب ... مدّ يده إلى يدي و صافحني ...
و ...
مدّ رأسه إلى رأسي ... و قبّلني !
و بعدييييييييين ؟؟
رفعت بصري إليه أريد أن أزجره بنظرة حارة منّي ، لكن ...
رأيت باقة الزهور تتحرّك باتجاهي ... و سمعته يقول :
" الورد للحبايب ... ( الزعلانين ) .. ! "
تشتت أي رغبة منّي للإعتراض على قبلته ، و حدّقت في الورود ... و تناولتها من يده بسرور !
( الله ... حلوين هالوردات ! يا سلام ! أعشق الزهور ... أقول مجدوه ... إذا السالفة فيها ورد ، أجل كل يومين بازعل ! و الله وناسة ! )
قلت بخجل :
" شكرا لك ! "
" ( و لو حبيبتي ... مين يستاهل الورد غيرك ؟؟ أصلا الورد مخلوق عشانك أنت ! ) "
( يا الله عااااد ! بدينا ؟؟ ما تجوزون عن طبعكم ! كلكم مثل بعض ! رجاجيل ما ينشره عليكم ! )
جلسنا على المقعد الكبير ، متقاربين ( بصراحة ، متلاصقين ! بس مو شغلكم ) و أمسك خطيبي بيدي بعطف ... !
كانت يدي الأخرى لا تزال ممسكة بباقة الورد ، تداعب بتلاتها المخملية العطرة ...
مضت لحظة صامتة ...
كنت أشعر بلمسات مجد ، و كذلك بنظراته المحدقة بي !
( يا الله عاد ! أنا استحي لا تحدّق فيني كذا ! أوووه ! لا يكون قاعد تطالع شعري المجعّد ! و الله فشلة ! أقول مجدوه ، إذا شعري مو عاجبك خذ ورودك و مع السلامة ! و الا عشان شعرك ناعم تبي تدلّع علي يعني ؟؟ )
بدأ أخيرا الحديث إذ قال :
" ( أجل الحبايب زعلانين ؟ ) "
ابتسمت ، و دفنت أنظاري بين الزهور !
مجد حرك يده نحو وجهي و رفعه ( عنوة ) و هو يبتسم و يقول :
" هيّا أيتها الحلوة الغاضبة ! ما أجملك حين ( تزعلين ) ! أنا آسف ! "
تتسارع دقات قلبي ، تضطرب أنفاسي أحاول التملص ، أشيح بوجهي لكن مجد يعيده باتجاهه !
" حبيبتي ! هيا قولي ( صافي يا لبن ! ) ، دعيني أسمع خذا الصوت الحلو ، و أرى ابتسامة هذا الوجه الجميل .... "
أكاد أنصهر من الحرارة !
( مجدوه يالله وخّر ! إش فيك الليلة ؟؟ لا يكون مسخّن ؟؟ )
" ما هذا الجمال ؟ ما هذا الدلال ؟ كما الأميرة في فستانك الأحمر ! ( بصراحة تجننين ! ) لا ينقص هذا الوجه غير ابتسامة عذبة تريح قلبي و تبرد صدري ! "
( خلاص كفاية ! ما أقدر و الله ما أقدر ! آخ منّك يا مجود آآآخ ! )
و رغما عني ابتسمت ابتسامة طويلة أبت إلا أن تتربع على شفتي ّ بكل جرأة !
" الله ! ما أجمل ابتسامتك ! الله ... كم أنا مرتاح ! "
عاد يمسك بيدي و يشد عليها ...
تأملت وجهه فرأيت مشاعر أجهل حقيقتها...
هل يحبّني مجد فعلا ؟؟
هل هو حريص على إرضائي ؟؟
هل يفعل كل الخطّاب هكذا ، فيما لو ( زعلت ) مخطوباتهم منهم ؟؟
( إيه ، أكيد يسووا كذا في البداية ، لكن بعدين ، عقب العرس ... اللي تزعل و تاخذ على خاطرها : بالطقاق ! مو صح ؟؟ لا تنكرون ! )
" محبوبتي ، انظري... سأريك شيئا "
قال مجد ذلك و استخرج من أحد جيوبه شيئا عرضه أمامي !
إنها بطاقة الأحوال المدنية !
حدّقت بها بشيء من الدهشة ، و أنا أرى اسمي مضافا إلى البطاقة ، تحت صفة : زوجة !
أخذت البطاقة و تملّكتني رغبة في الضحك !
قال :
" نقلت ُ اسمك إلى بطاقتي أخيرا ! "
( يا فرحتي ! يعني أطلع من بطاقة أبوي و أدخل في بطاقة بعلي ؟؟ )
قلت :
" يعني أصبحت ُ زوجتك ؟؟ "
ضحك مجد و قال :
" طبعا زوجتي ! منذ ليلة العقد ! "
قلت مباشرة :
" ذكّرتني بالعقد ! أين هو ؟؟ "
" أحتفظ به في خزانتي "
" أريد أن أراه "
" حقا ؟ لم ؟ "
" حتى أتأكد من أنك زوجي بالفعل ! ( مو يمكن يطلع واحد ثاني و أنا مو دارية ) ! "
انفجر مجد ضاحكا و هو يقول :
" طبعا زوجك ! إلا ترين هذه البطاقة ؟؟ هذا مجد ، و هذه لمى ! "
( يعني فاكرني عمياء ؟ أدري هذا مجدوه ، و هذه أنا ، بس مالي شغل ! ما أصدّق إنك بعلي لين أشوف العقد ! يالله عاد ... وريني إياه "
قلت بدلال :
" هذا مجد حقا ؟ دعني أرى ؟؟ يشبهه قليلا ، لكنه على الطبيعة أجمل ! "
( آآآه ! يا ويلي ! انفلت لساني ! )
بعثرت نظراتي هنا و هناك ، من الخجل ، أما مجد ، ( ما صدّق سمع منّي كلمة حلوة ! و على طووول ... ... ... ؟؟ )
" أحقا ! أنا أجمل ؟ يا عمري "
إذا بيديه تمتدان حولي ، و تطوّقاني لبرهة ، أنا و باقة الورد ! "
لا أعرف لحظتها كيف شعرت !
لكنني أرى يدي ترتجفان و أحس بخفقان قوي في صدري ... و أنفاس حارة تعبث في أنفي ، دخولا و خروجا !
مجد ابتعد و أظنه ارتبك بعض الشيء ... أظن ذلك ... فهو قد تنحنح و تمتم بكلمات لا أذكرها !
" أنا زوجك حبيبتي ! لا تخجلي منّي ! "
و مرت لحظة صامتة ساكنة ، طويلة ...
بعدها سمعته يقول ، و ربما لتلطيف الجو و بعثرة التوتر و تشويش الصمت :
" على فكرة لمى ، أرغب في الإحتفاظ بصورة لك ! "
تيقظّ انتباهي الذي تخدّر في اللحظات الماضية ، و لملمت أنظاري و وجّهتها نحو ( بعلي )
مجد كان يبتسم ، و وجهه محمر ...
لم أعرف كيف أتصرّف لحظتها غير أنني قلت :
" صورة لي ؟ "
" نعم حبيبتي ! حتى أراك كلّما شئت ! و الله الشاهد بأن صورتك أصلا لا تفارق عيني ّ و لا قلبي ! "
( لا لا لا ! الرجّال أكيد مسخّن ! أبي أجس حرارته ! ... أمد يدي و أحطها على جبينه ؟؟ لا ... أستحي ! ماني مادتنها ! أخاف منه ! )
قلت :
" أحقا ؟؟ "
" طبعا حبيبتي ! معي و في قلبي ليلا و نهارا "
( نفسي أقدر أصدّقك ! )
ابتسمت ، ثم قلت :
" حسنا سأحضرها ، بعد إذنك "
و كانت فرصة سانحة للهروب بعيدا !
قمت مباشرة و بسرعة و غادرت الغرفة ، تاركة مجد ، و باقة الورود ، و البطاقة ، الثلاثة على المقعد الكبير !
هربت إلى غرفتي و جلست على سريري ألتقط بعض الأنفاس و أعيد اللقطة الماضية !
يا إلهي !!
أهذا يحدث مع كل المخطوبات ؟؟؟
كم كنت أنتظر اللحظة التي يطلب فيها مجد صورة لي !
( لأن كل الخطاب يطلبون صور من خطيباتهم ! ليش ؟ و الله ما أدري ! الحين هو إذا أخذها وين بيحطها ؟ و إش رح يسوي فيها ؟ أكيد ما رح يعرضها بغرفته ، قدام اللي داخل و إللي طالع ! يمكن يحطها بالخزانة ... و إذا حطها في الخزانة ما رح يشوفها إلا قليل ، يعني مرة كل كم يوم ، إذا تذكّرها ! يعني باختصار ليش ياخذها ؟؟ )
من أحد ألبومات صوري الحديثة ، اخترت ( أجمل صورة ) و قررت إعطائها إليه !
( خسارة و الله ! ذي أحلى وحدة عندي ، بس ... لازم يشوفني في أحلى صورة ! ما تغلى عليه ! ... )
لكن ... ماذا عنّي أنا ؟؟
أنا أيضا أريد الاحتفاظ بصورة له !
( يالله لا يروح فكركم بعيد ، مو عشان جمال طلعته البهية ، أقعد أتأمل فيها كل ليلة ! لا ! بس عشان وحدة بوحدة ! و بعدين المخطوبات كلّهم يسوون كذا ! ليش ؟؟ بعد ما أدري ! )
أكمل لاحقا ، إن شاء الله ....
>>> * الإحتفاظ بصورة للطرف الآخر ... ليست مجرّد ( تقليد ) متوارث !
أليس مجرّد النظر إلى وجوه من تحب ، يجعلك سعيدا ؟؟
قريب ٌ من العين ... قريب ٌ من القلب !
* * لو تدرك أي سحر تتركه الوردة في نفس المرأة ... لجعلت حياتها حديقة من الورد
( و ترى الورد مو أغلى من المجوهرات ! فاهمين ؟؟ ) <<<
يتبـــــع | |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 5:56 pm | |
| ~ ~ ~ ~
حملت إليه صورتي المفضّلة ، مع بعض الطعام
مجد مدّ يده و تناول الصورة مني بلهفة ، و أخذ يتأمّلها و ابتسامة عريضة جدا ( من الإذن للإذن ) منفرجة على وجهه !
" الله الله ! ماهذه الحلاوة ! ما اجملك ! "
و ضمّها إلى صدره !
تورّدت وجنتاي خجلا ، و اعتقد إن بعض قطرات العرق تجمعت على جبيني !
أما مجد ... فأخذ يتنهّد تارة بعد الأخرى ، بارتياح و سرور و هو لا يزال محتضنا صورتي !
قال :
" هذا مكانك ! في قلبي "
ثم أبعد الصورة عن صدره قليلا ، و تأملها برههة ، و قبّلها !
( و الله هالرجّال مجننني ! مجدوه و تاليتها ويّاك ؟؟ من سمح لك تحضن و تقبّل صورتي ؟؟ عشان كذا قلت تبيها ؟ و الله لودارية كان جبت لك صورة الكعبة وسط الحرم ! )
و عاد يلصقها بصدره ، و يتنهّد بارتياح !
قلت باستنكار :
" ما الذي تفعله !؟ "
قال :
" إنها زوجتي ! سأبقيها عند قلبي هكذا ! ماذا في ذلك ؟ "
و ظل ممسكا بها عند قلبه ، لدرجة أنني بدأت أشعر بالغيظ !
( يشوفني قدّامه و جالس يحضن الصورة ؟؟ أقووول ... لا يروح بالكم بعيد ! أنا أقصد إنه المفروض يراعي خجلي و يصبر لين يرد البيت ، و يسوي إللي يبي ! لا تفهموني غلط ! )
رغم أننا كنا متخاصمين بسبب ( الإذن) ، و حضوره هذه الليله لهذا الأمر، إلا أنه لم يأت ِ بذكر الموضوع مطلقا !
امتدت سهرتنا تلك الليلة حتى الواحدة صباحا ، و تحدّثنا بمواضيع كثيرة ، و كانت سهرة جميلة ، ودّية و ممتعة لأقصى حد !
انتظرت منه أن يفتح الموضوع الرئيسي ، إلا أنه لم يفعل ، فأدركت أنه لم يشأ أن يفسد جمال تلك الليلة ...
عند الباب ، و هو في طريقه للخروج بعد انتهاء السهرة ، و صورتي مخبأة في جيبه عند قلبه تماما ... فاجأني بقوله :
" سأحلم بك الليلة بالتأكيد ! ما أسعدني ! "
و هو يضع يده على صدره ...
شعرت بالخجل فطأطأت رأسي، فإذا به يطبع قبلة ناعمة على جبيني و يقول
" تصبحين على خير ... حسنائي الحمراء "
ثم غادر ....
لم أنم كما ينبغي تلك الليلة ...
تقلّبت على سريري ذات اليمين و ذات الشمال ... و أنا أشعر بشيء غريب في داخلي !
( و أتخيّل سي مجدوه نايم بثيابه و صورتي عند قلبه ! لا ، و يحلم فيني بعد ! آخ قهر ! أكيد نايم مبسوط و متهني ، و أنا اللي ... )
باقول لكم على شي !
حلمت ... إن روحي طلعت من جسمي ...
و راحت دخلت في الصورة !
بس ! يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع | |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 5:59 pm | |
| _ موقف ! _
في إحدى المرّات ...
قررنا الذهاب إلى أحد المطاعم و شراء ( عشاء سفري ) و من ثم تناوله قرب الشاطىء !
( الفكرة حلوة و من اختراعي ! )
ذهبنا إلى إحد المطاعم ، و الواقع على شارع شعبي مليء بالمطاعم ، و المحلات التجارية ، و الناس !
مجد أوقف السيارة و قال :
" سأحضر العشاء و أعود مباشرة "
و نظر من حوله ، و بدا غير مرتاح من الموقف ، إلا أنه مستسلم !
كرر :
" ساتركك هنا ، لحظات و أعود ! هل ستشعرين بالخوف ؟ "
( خوف ؟ و ليش عاد أخاف ؟ قالوا لك دجاجة ؟؟ )
" كلا ! مطلقا "
" حسنا ، لن أتأخر "
و غادر بعد أن أوصد الأبواب !
( يعني حبسني داخل السيارة ، و المفاتيح فيها ! لا و بعد ، ترك جوّاله فيها ! )
( عاد أنا ما صدّقت خبر ... و رحت ألعب باغراض السيارة ... كل شوي مرفعة و منزلة التكييف ، و أغير في المسجل من شريط إلى شريط ... و أفتح أي شي قدّامي ينفتح ! )
شعرت بسعادة غريبة و أنا أعبث بأغراض ( مجد ، بعلي الموقّر ) و أفتش في مخابئ السيارة !
( بس الجوّال و الله ما لمسته ! لا تحسبوني متطفلة لها الدرجة عاد ! )
يحتفظ بعلي بمشط ، و زجاجة عطر ، و قلاّمة أظافر ، و بعض البطاقات و الأوراق و الأقلام ، و حتى العلك و الحلويات ، في الدرج الذي أمامي !
قلبت هذه الأشياء جميعها ، و أعدت ترتيبها بسرور !
( و الله وناسة الوحدة تفتّش أغراض بعلها ! ... يمكن هذه غريزة في المرأة ! ... و الله انبسطت كثييير ! )
( بس ترى العطر اللي عنده مو بحلو ! أصلا عطورات الرجال كلها مثل بعض ! ما أدري إش يعجبهم فيها ؟؟ )
يبدو أن المطعم كان مزدحما ، إذ أن مجد تأخر قليلا ...
انهيت جولاتي العابثة في السيارة و صببت إهتمامي على الطريق ، و المارة ...
الكثير الكثير من الناس كانوا يعبرون الشارع ، و يتحركون في جميع الإتجاهات
مجموعة من الشبان وقفت على مقربة من السيارة ...
كانوا يتفرجون على الشارع ، و يتبادلون الأحاديث و الضحك !
إنهم من النوع الذي لا يفخر المحترمون بمعرفتهم ، و لا يسرهم النظر إليهم !
( يعني من شباب ها الأيام الفاضين ... ... للأسف )
لحظات و إذا بمجد يعود !
أشار لي أن أفتح الباب ، ثم دخل و وضع أكياس ( العشاء ) على المقعد الخلفي ...
" آسف لتأخري حبيبتي ، كان مزدحما ! "
" لا بأس ! "
" هل شعرت ِ بالملل ؟؟ "
" لا أبدا ! كنت ... أأ ... أستمع إلى الشريط ! "
( و لا لمست و لا شي بالسيارة ، مو صح ؟؟ )
" إذن ، هيا بنا "
و اخذ يحرّك شيئا ما في السيارة استعدادا للإنطلاق ، لكن ... السيارة لم تتحرك !
محاولة ثانية ، و ثالثة ، و عاشرة ... دون جدوى !
( يقول القير ، و البريك ، و ما أدري إيش ! عاد أنا وش فهّمني في السيارات و مصطلحاتها ؟؟ أنا امرأة انتاج سعودي مئة في المئة ، ما تفهم و لا شي في السيارات ! الله يبارك في .... ؟؟ خلني أسكت احسن ! )
" لمى ... حرّكي هذا ، فلربما كانت في يدك البركة ! "
( و الله و مسكت هالـ ( هذا ) و حرّكته حسب توجيهات القائد ، أعني مجد ، بس و لا بركة و لا هم يحزنون ! السيارة مو متحركة يعني مو متحركة ! )
في البداية كان مجد يضحك ، او بالأصح ( يتضاحك ) ، لكنه الآن بدا أكثر جدية ، و اخذ يحرك ( القير ) و يدوس على المكابح بعصبية !
وصلتنا الآن ضحكات من أولئك الشبّان ...
مجد القى عليهم نظرة حانقة ، و زمجر :
" ألم تفكّر هذه اللعينة بالتعطّل إلا في هذا المكان ؟؟ "
و تابع محاولاته ، دون جدوى ...
بالنسبة لي ، كان الأمر مسليا و مدعاة للمرح و الضحك ...
أن تتعطّل سيارة خطيبك و أنت معه في قلب الطريق ، لهو شيء ( يونّس ) ، لكن مجد ... بدأ يفقد أعصابه !
أخذ يضرب السيارة ، و يشتمها ... و يرمي الشبّان بنظرة حارة من حين لآخر ... حتى شعرت انا بالخوف !
( إيه الحين خفت ... مو ذاك الحين ... ، أثاري مجدوه عصبي و دمّه حار و أنا مو دارية ؟؟ اوّل مرّة أشوفه معصّب ... الله يستر ! إيه اظهر على حقيقتك يا مجد ... خلني أشوف ... لا عصّبت وش يمكن تسوّي ؟؟ )
التزمت جانب الصمت ...
لم أصدر أي تعليق ، خشيت أن أتفوّه بعبارة تجعله يصرخ بوجهي !
( باتصل على أخوي يجيني ! و الله خفت ! حابسيني داخل سيارة مع رجّال معصب و يضرب و يشتم ! ربّي الطف ! )
ثلاثة أرباع الساعة ... مضت و نحن على هذه الحال
اخيرا تجرّأت و سألت :
" ماذا سنفعل الآن ؟؟ "
قال :
" ما لم تتحرّك هذه اللعينة ، فسوف نتركها و نعود بطريقة أخرى... تبا لها من سيارة ... و تبا له من شارع ... "
الصدفة التي لم نكن نتوقّعها ، هي ظهور أحد أقارب مجد فجاة في الصورة !
ما إن رآه مجد حتى خرج من السيارة و ناداه
ثم ذهب و تحدّث إليه ...
ثم عاد و طلب منّي الخروج ...
ثم أخذ أكياس العشاء ، و سرت معه نحو سيّارة أخرى ...
ركبناها و انطلقنا ، ذاهبين إلى منزلي !
طوال الطرق ، كان مجد متوترا و يكرر :
" سيارة لعينة ! سأتخلّص منها قريبا ! "
كنت ُ أنا هادئة و ( ماسكة نفسي لا أنفجر ضحك عليه ! و الله يهبّل زوجي لا عصّب ! يا حليله ! أجل لا عصّب علي مرّة ، رح يتخلّص منّي ؟؟ و الله يسوّيها ولد أم مجد ! رجاجيل آخر زمن ! )
و الآن ماذا ؟؟
يدير أحد الأشرطة ( الغنائية ) لأحد المطربين ...
و يبدأ بالغناء معه ...
ثم يلتفت إلي ... و يهتف :
" يا عمري أنت ِ ! "
( أدري ... الرجال ضاربة فيوزه أكيد ! ... بس و الله ... ترى أنا ما سوّيت شي بالسيارة ... يا دوب فتّشت الأدراج ! )
سمعته بعد ذلك يتّصل بقريبه و يقول :
" تصرّف معها ، و ابقها عندك حتى الغد ! سأسهر في بيت عمّي الليلة ! "
أقول لكم باقي السهرة و إلا يكفي كذا ؟؟
يتبــــــــــــــــــــــــــع | |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 6:08 pm | |
| لم يكن سبب غضبي و ثورتي هو تعطّل سيارتي فحسب ، فهي أمور قد تحصل لأي منا ( و لو إنها فشلة لا صارت و أنت مع خطيبتك )، لكن ... كان سبب حنقي الأكبر هو أنني رأيت مجموعة من الشبان الصغار ( العناتر) المقززة ميوعتهم، و ألبستهم و شعورهم ، قرب السيارة !
كنت قد تركت مخطوبتي داخل السيارة ، في موقف مطل على شارع مزدحم ، أمام أحد المطاعم...
لم أشأ بطبيعة الحال إصطحابها معي !
( الدنيا زحمة و المكان كلّه رجال في رجال ، و أنا باجيب عشا سفري و ناخذه و نروح ! )
منذ البداية لم استحسن الفكرة ، لكن رغبات الحبايب أوامر !
و للأسف كان المطعم مزدحما جدا
حين عدت ، وجدت أولئك الشبان ( الـ ... ) يقفون هناك ، يتحدّثون و يضحكون ، و تدور أعينهم على ما حولهم ...
مخطوبتي الحبيسة داخل السيارة كانت ترتدي نقابا يكشف عينيها...
صحيح أن المكان مظلم ، و أنها لم تكن لتنظر باتجاههم ، و لكن ، مما لا شك فيه أنهم أو أحدهم على الأقل التفت إليها !
في تلك اللحظة ، كنت على استعداد تام لاقتلاع أي عين تتجرأ عن إلقاء لمحة عابرة نحو زوجتي !
كم أنا نادم على تركها في مثل هذا المكان ...
زوجتي في نظري هي جوهرتي الخاصة، لا أسمح لأي شاب بالنظر حتى إلى آثار كعب حذائها
( ترى أنا رجّال غيور حدّي...! و اللي يجري في عروقي هو دم ، مو شوية ماي ملوّن ، مثل بعض (العناتر) اللي واقفين قدّامي ! )
ركبت السيارة ، و لمّا هممت بالانطلاق ، فوجئت بها معطّلة !
تصوروا أنني قضيت ما يقترب من الساعة في محاولات فاشلة لتحريكها !
كدت أصاب بالجنون ، و كلّما سمعت ( العناتر ) يضحكون ، تملّكتني رغبة خطيرة في فقء أعينهم !
( بس ربنا ستر و عدى الموقف على خير ! )
و خلافا لما كانت محبوبتي ترغب به - الذهاب إلى الشاطىء – أخذتها إلى منزلها حيث تناولنا العشاء ( شبه بارد ) بعيدا عن أعين العناتر و أشباههم !
السبب الذي دعاني لذكر الموقف هذا ، هو أن أؤكد لكم أن شعوري بحب هذه الفتاة و بأنها شيء يخصني ( ملكي حلالي بعلي ، أقصد بعلتي ... تصير بعلتي و إلا لا ؟؟ اسألوا لمى ! ) هو شيء آخذ في الكبر و النمو ... و هو شيء حقيقي ... و ليس كما يدور في عقل لمى ... ( مجرّد كلام خطاطيب ! مو صح هي تقول كذا ؟؟ )
لأنها زوجتي..و لأنني رجل متمسك بالدين و الخلق، رجل حقيقي و ليس ( عنترا ) فإنني شعرت بغيظ شديد من تواجد أولئك الشبّان على مقربة منها !
( لو ما أحبها و الله ما انفلتت أعصابي لذي الدرجة ! سياروة تعطّلت و خير يا طير ؟ عادي ! بس القهر كانوا هم واقفين قدّامنا ... حرقوا لي كم لتر دم ! ... شكلها المسكينة تخرّعت ! ظلّت حابسة أنفاسها و تراقبني و أنا أضرب في القير لين بغيت أكسره ! )
في المنزل ، شعرت بارتياح شديد ، فلا أحد يستطيع رؤية جوهرتي غيري !
لقد قضينا سهرة ممتعة جدا !
تقول لكم لمى عليها بعدين !
على فكرة ، سألتوها وين خبّيت صورتها ...؟؟ | |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 6:13 pm | |
| الموضوع الذي بدأ يسيطر بشكل مهول على تفكيري هو : الدبلة !
( إيه الدبلة ! أحد عنده اعتراض ؟؟ و الله صار لنا مخطوبين فترة و ما فيه دبل ؟؟ لازم ألبس دبلة عشان أحس إني مخطوبة و إلا ترى بأخلي الناس يخطبوني ! )
مجد لم يأت ِ بسيرة الدبلة ( و الشبكة ) البتة... و صديقاتي كنّ يسألنني عن حفلة الخطوبة و ملحقاتها !
( مواضيع تعجبنا موت إحنا يا البنات ! عاد أنا قررت إني أفتح هالموضوع الليلة ، لا جا بعلي على العشاء عندي ! )
كان مساء جميلا و قد ارتديت تنورة قصيرة بعض الشيء ، زرقاء اللون و ( بلوزة ) بدون أكمام !
( هذولا شريتهم مع شجنوه ذاك اليوم ! و بتحريض منها و الله ! تقول لي : لازم تلبسين أشياء جذابة ! و إن الأزواج تعجبهم ملابس زي كذا ! صحيح ؟؟ )
( و بصراحة كانوا حلوين كثير ، بس ترددت في لبسهم ! استحي يعني ! بس لا يروح بالكم بعيد ؟؟ تراهم ( شبه محتشمين ) !
( الحين بلوزة بالعربي الفصيح إش يسمونها ؟؟ طيّب و التنورة ؟؟ )
قرع الجرس !
إنه مجد ! ما أدق مواعيده ( بس في ذي الفترة ، زي ما انتوا عارفين ! )
كنت لا أزال قابعة أمام المرآة أضع ( اللمسات الأخيرة ) لزينتي !
كم كنت متوترة !
( أول مرة ألبس شيئ قصير كذا قدام مجدوه ! أخاف ما يروق له ؟ يا ويلك يا شجن لو فشّلني )
خرجت من غرفتي فصادفت أمي مقبلة إلي ، قلت :
" كيف أبدو ؟ "
و طبعا امي ابتسمت و قالت :
" وردة ! "
( تذكرون : القرد في عين أمّه غزال ؟؟ أكيد تذكرونها ! تصدقون للحين حازة في نفسي ؟؟ ما يبرد قلبي إلا لين أهاوش مجدوه عليها ! بس الحين وش جابها في بالي ؟؟ )
تابعت أمي :
" لقد ذهب كريم لاستقباله في المجلس " !
( اوهوووه ! كريموه الملقوف ذا بعد ! أنا الحين بكبري مو قادرة أوقف على بعضي بها اللبس ! )
" ( يمّه قولي له يطلع ! ) "
" ماذا ؟ "
" رجاء ً أمي ! أريد أن أستقبله بمفردي ! "
نظرت أمي إلي نظرة شبه تفهّم ، و قالت :
" حسنا "
و ذهبت ، ثم عادت بعد قليل
" هيا يا لمى ! ( الجو خلا لك ) ! "
( و الله أمي خطيرة بعد ! ما دريت عنها ! )
ارتسمت ابتسامة خجل عفوية على فمي و تورّد خدّاي !
قالت أمي :
" هيا عزيزتي ! "
عدت ُ إلى المرآة من جديد القي نظرة أخيرة على هندامي ، و شعرت بقلبي يضطرب !
التفت إلى أمي مجددا و قلت :
" كيف أبدو ؟؟ "
" قلت لك غاية في الجمال و الأناقة عزيزتي ، هيا فالرجل ينتظر وحيدا ! "
أشرت ُ إلى ساقي ّ و أنا أقول :
" ألا تبدو ( تنورتي ) قصيرة أكثر مما يجب ؟؟ "
قالت أمي مشجّعة :
" بل هي مناسبة جدا ... "
قلت بسرعة :
" و ( بلوزتي ) ؟ ألا يجدر بي استبدالها ؟؟ "
" أوه يا عزيزتي إنها مناسبة جدا للتنورة فهيا امضي قدما ، لا يصح ترك الضيف وحيدا هكذا ! "
( بس أنا ما اقتنعت ! رحت و فتحت دولابي و طلّعت شال و حطّيته على كتفي ! كذا أشوى على الأقل ! أخاف يقول علي شي و إلا شي ؟؟ )
بعدها تمكنت قدمي من الإنطلاق ...
( مشيت بسرعة عشان لا أصادف كريموه بطريقي ! مستحيل أسمح يشوفني كذا ! أموت خجل ... عاد المجلس بآخر الدنيا ! مرّة ثانية بالبس عباتي لا طلعت من الغرفة ! و الله أضمن ! )
في المجلس ، و ما إن وطئت قدمي الأولى الأرضية ، حتى قفزت أنظار بعلي عليها !
( لا حوووول ... مجدووووه تأدّب ! )
استقبلني مجد استقبالا حارا !
أمطرني بكلمات التحية و الترحيب ، و الحب !
لم أكن في البداية أجرؤ على رفع عيني ّ عن الأرض ( بالأصح عن ساقي ! )
( يا ربّي أنا وش لي لابسة كذا ؟؟ وش يقول عني الحين ؟؟ وش يطالع فيه ؟؟ )
جلسنا بعد ذلك على نفس المقعد الذي نجلس عليه عادة ... و أحكمت لف الوشاح حولي !
( و الله و جلست مو على بعضي ! مو قادرة أتحرك ! كلّه من شجنوه هي اللي حدّتني ألبس كذا ! بالله في حال مثل حالي ، وشلون أبي أفتح موضوع الدبل ؟؟ ما لي أمل ! أاجّل الموضوع للمرّة الجاية أحسن )
الكثير من الوقت مر قبل أن استرد شيئا من قوتي و أبدأ بالتجاوب مع أحاديث حطيبي بشكل طبيعي ...
و عندما هدأت ُ تماما بدأت أراقب نظراته ( وين تروح ؟؟ )
( و يكون بعلمكم ترى زوجي طلع مؤدب ، و عيونه ما فارقت عيوني ، لدرجة إني نسيت أصلا إني لابسة تنورة قصيرة شوي ! )
هل تعمّد هو تحاشي ذلك ؟ أم أن ملابسي لم ترق له ؟ أم إنني لم أبد ُ جذابة بها ؟؟
( وين كلامك يا شجن ؟ الظاهر زوجي لا له لا بالملابس و لا بالجاذبية و لا هم ينظرون ! و أنا متعبة حالي و حارقة كم عصب من التوتر على الفاضي ...
خرجت بعد مّدة لإحضار أطباق العشاء
( كلّه من صنع أمي الله يخليها لي ! و إلا أنا في الطبخ ما أسوى شي قدّامها ! و بعدين ذا موضوع ثاني نأجله لبعدين ! )
عندما عدت ، و جدت خطيبي و قد شغّل التلفاز و أخذ يقلّب في القنوات ...
أضفى التلفاز جوا مريحا على جلستنا حتى شعرت براحة تامة و كأن ( مجد مو موجود )
و لم تعد عيناي تراقبان نظراته كالسابق ، و لم أعد أضم رجلي و اخبئهما خلف بعضهما البعض خجلا !
لكن ...
أثناء تغييره للقنوات مر مجد بقناة تعرض أغنية حديثة لأحد المطربين الخليجيين ، مع فيديو كليب !
( و الله شوفة هذولا الناس ما تجيب إلا الشعور بالخزي ... من كونهم عرب و مسلمين ! وين نخبّي وجيهنا من نبينا لا جاء يوم القيامة يسألنا : هذا الدين اللي وصيتكم به ؟؟ أقول ... خلني أسكت أحسن لي ... و خلني أغيّر المحطة لأخبار العراق و مصايب العراق و الحسرة على العراق ... يمكن الواحد يكسب له حسنة و إلا ثنتين لا ساحت دمعة قهر من عينه على اللي يشوفه في هالمنكوبين ، و تعجز إيده إنها توصل لهم ؟؟ )
وصلت بتفكيري إلى العراق ... و استفقت ُ فجأة لأجد مجد لا يزال عند تلك القناة ، و الفيديو كليب !
( مجدوه ؟ توني أقول عنّك مؤدب فشّلتني قدّام القراء ! غيّر المحطّة لا أفقأ عينك ! )
" ( إحم إحم ) ! نحن ُ هنا "
قلت ُ ذلك إريد أن ألفت انتباه بعلي إلى أنني موجودة و أرى ما يشاهد !
بعلي ابتسم و قال :
" و هل يخفى القمر ؟؟ "
( لا و الله ؟ علينا الكلام ذا ؟ إما إنك ما عندك ذوق ! الحين أنا جالسة معك و شوي و أموت خجل عشان ثلاثة أرباع ساقي مكشوفة ، تقوم أنت تتفرج على الفيديو كليب ؟؟ )
مجد غيّر القناة
لا أدري إن كان قد لاحظ الانزعاج المرتسم على وجهي أم لا ... لا أدري إن كان فهم سببه أم لا ...
لكن تغييره للقناة أراحني
( لا يجي على بالكم إني غيرانة من شي و إلا شي ؟؟ لا أبدا بس الأشكال ذي تزعجني ، و بعدين أنا أحلى منهم كلهم ! حتى اسألوا مجد ! مو توّه قال عنّي قمر ؟؟ )
قلت بغيظ :
" مجدوه ... هل تحب مشاهدة أشياء كهذه ؟؟ "
و لا أشوف إلا وجه مجد متشقق بابتسامه هــــــــــا قدها !
قال :
" ماذا قلت ِ حبيبتي ؟؟ "
قالها بلهفة أثارت استغرابي !
كررت متعجّبة :
" أقول ... هل تعجبك أشياء كهذه ؟؟ "
" لا ، ماذا قلت ِ قبل ذلك ؟ "
" لم أقل شيئا ! "
" بلى حياتي ! قلت ِ : مجدوه هل تحب أشياء كهذه ؟ .. ( مجدوه طالعة من لسانك زي العسل ! ) "
( و أنا أقول وش فيه الرجال متشقق ؟؟ كل هذا عشان قلت مجدوه ؟؟ و الله أنا خبري الناس تزعل لا عوجوا أساميهم ! أجل لو قايلة لك مجّودي و إلا جودي و إلا ميجو ... وش صار بعقلك ؟؟ أكيد جن ! )
ابتسمت ابتسامة بسيطة ... مع ( شوية خجل مصطنع ، لأني من داخلي محترّة ) و ركّزت أنظاري على الأرض ، اعني على ساقي ، و اللتين كانتا مضمومتين ، ففرقتهما لأخفف الحرارة المنبعثة من جسدي من الغيظ ... و حين رفعت نظري إليه مجددا قال مبتسما :
" لميوه ! "
ثم أخذ يضحك !
( يالله عاد ... بلا حركات ، و بعدين أنا اسمي ينعوج لموه مو لميوه ... و من قال لك أصلا أني أقبل أحد يعوج اسمي ؟؟ هذا بدل ما تدلّعني تسميني لميوه ؟؟ )
كنت أريد أن أبدي اعتراضي و غضبي ، إلا إنني ضحكت رغما عنّي ! و شر البلية ما يضحك !
قال :
" سمعت ُ أنه جنى مبلغا خياليا من وراء هذه الأغنية ، فاستوقفت ُ عندها قليلا ! لا تعجبني أشياء كهذه يا حبيبتي لميوه و لا تهمّني ... إنها أشياء عامية و رخيصة ، معروضة لكل من هب و دب ، و أنا أحب الأشياء الخاصة الغالية ، التي يستحيل أن يراها شخص غيري ! "
و أخيرا وقعت عيناه من جديد على ساقي !
>>> حقيقة لا يمكن إنكارها ...طبيعة في تكوين حواء ... جميع النساء يسعين إلى لفت أنظار أزواجهن بطريقة أو بأخرى ... الرجل الذي لا ينتبه إلى ما تحاول زوجته لفت أنظاره إليه ... هو رجل ( قصير النظر و الذوق ! )
إياك أن تنظر إلى أية إمرأة عبر أية وسيلة و أنت مع ( أو حتى بدون ) خطيبتك !
ترى ياويلك !
>>> نتابع >>> إن شاء الله >>> | |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 6:22 pm | |
| في غرفة نومي الكئيبة ، أقف أمام الخزانة و أتأمل ملابسي الجديدة
هذا الفستان اشتريته لأرتديه ليلة الإحتفال العظيم !
إنها أول ناصفة تمر علينا أنا و مجد ... و كنت أريد أن أجعلها مميزة !
اتأمل ذلك الفستان التعيس ... معلقا مكانه بلا حراك ... لا شيء يهز مشاعره ...
" لابد أنه ... كان سيعجبه كثيرا ! لقد اشتريته منذ زمن و كنت ... متلهفة لارتدائه ! "
أنزع الفستان من مكانه و أضمه إلى صدري ...
ألم حاد ... حاد جدا هنا في صدري
إنه قلبي يعتصر ... إنها دمائي تتكسر ... إنها روحي تتمزق ...
تبلل الدموع المالحة الفستان الجميل ...
ربما يتفاجأ ... كيف لدموع أن تصيبه ، و هو العزيز المدلل ... الذي كان يعرف أهميته و ينتظر دوره العظيم ليلة الحفل !؟؟
أبعده عني ... أذهب إلى المرآة ... أتأمل عيني الغارقتين في الدموع الحارقة
هل انتهى كل شيء ؟؟
كم يبدو وجهي مخيفا ...
بريق ٌ ما يلفت تظري المغشي ...
إنها دبلة الخطوبة ! جالسة هناك على ( التسريحة ) أمامي مباشرة ... في المكان الذي اعتدت حفظها فيه ...
أمد يدي ، أتناولها ، أتأملها ، أعصرها في قبضتي ...
يزداد الألم في صدري ...
لا أعود قادرة على الوقوف ...
أنهار على الأرض باكية ... بشدّة ...
تخرج من صدري آهات شجية تكاد جدران الغرفة تنصهر من حرارتها ...
احتضتني الأرض ... الأم التي منها خلقت و إليها سأعود ...
تلويت في حضن أمي و أنا أصرخ ...
" لماذا ؟؟ لماذا ؟؟ ... لماذا تقسو علي الدنيا لهذا الحد ؟؟
إنها دبلتي الجميلة ! كم كنت مسرورة بها ...
كم أبهرتني و أبهرت جميع قريباتي و زميلاتي ...
لقد ظلّت تعانق إصبعي طوال شهور ...
و إصبعي ... مخلوق من دم ... و لحم ... و عصب .. و مشاعر ...
إصبعي أنا ... ليس جدارا علّقت عليه صورة ما ... لمدة من الزمن !
إنني إنسان !
يا رب ...
أنت تعرف أنني انسان
و تعرف أنني عروس !
لماذا تكسر بخاطري ...؟؟؟
الهي أنت ترى فستاني الجميل ... و تعرف كم كنت ُ متلهفة لليلة التي أرتديها فيه ... و أحتفل مع خطيبي بالذكرى المباركة ...
يارب ...
ها هي الليلة المباركة قد حلّت ... و ولّت ...
و فستاني معلق كما هو ...
لو جعلت َ فيه الروح لانخرط بكاء على حالي ...
لو دببت الحياة في الجماد من حولي ...
الجدران ... الخزائن ... الملابس ... الحلي ... زجاجات العطور ... المساحيق ...أي شيء ... أي شيء من حولي ... أي شيء شهد لحظات بهجتي و أنا عروس ...
لتحوّلت غرفتي إلى بحر من الدموع الحارقة ... أغرق بيتي بل و بلدتي بأسرها ... حزنا على العروس الباكية يوم الميلاد المبارك .... "
يتبع | |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 6:32 pm | |
| أقبل رمضان... و هو شهر عظيم جدا كما تدركون جميعا ، و فيه جمال ما مثله جمال ...
أنا ، و نصفي الطايح ، أقصد الرايح ، أعني المفقود ، كنا نخطط لأشياء رائعة في هذا الشهر !
( و الله وناسة ! تخيلوا نروح نتسحر في مطعم بعد نص الليل ! و نجلس على البحر نطالع شروق الشمس ! )
( و بعدين رمضان يصلح لتعلّم الطبخ ! و لزيادة الوزن بعد ! و أنا مثل ما تعرفون ! )
و بما أن ليلة الخميس هي ليلتي المفضّلة، فكنت أفكر في دعوة بعلي على الفطور ( و السحور بعد ) أول ليالي الخميس في رمضان !
الكثير من رسائل المباركة بالشهر الكريم و صلت هاتفي المحمول من صديقاتي
و أنا الأول ، من أشوف رسالة حلوة على طوووول فورووورد لمجودي !
أما الآن ...
مالي إلا شجن !
( هريت جوالها رسايل لين فاض ! )
تبدو الأمور مختلفة جدا ...
فمهما كانت شجن قريبة من قلبي و تحتل جزء ً كبيرا منه ، فإنها ... لن تحتل الموقع المخصص فقط و فقط ... للنصف الآخر ...
على سفرة الفطور العامرة ... رأيت طبق الهريسة !
( أنا الهريسة بطبيعة حالي ما أحبها ، بس مجدوه كان يحبها و يقدّسها بعد ! )
ابتلعت عدة لقمات من أطباق مختلفة و حين جاء دور الهريسة ، فجأة ... تفجّر سد الذكريات و انجرفت السيول العارمة محدثة دمارا ما بعده دمار !
لم استطع بعدها أن أواصل وجبتي ...
تركت السفرة و أسرعت إلى غرفتي و ارتميت على وسادتي و انخرطت في البكاء...
كان مجد يحب الهريسة ... و ربّما ينعم الآن بطبق هريسة لذيذ من صنع والدته !
و ربّما ... مررت ُ على باله و هو يذكر تعليقي على الهريسة و عدم حبّي لها ...
و ربّما أيضا ... خطرت على باله و هو يستقبل أول أيام رمضان الكريم ، وحيدا !
في الماضي ، كان قد قال لي :
" سيكون لرمضان هذا العام طعما خاصا ! ما رأيك أن نتزوّج فيه !؟ "
أصبت بالزكام من جراء تورم باطن أنفي ، أثر الدموع
وقفت ُ أمام المرآة فرأيت الحمرة تغطي عيني ّ و جفوني و أنفي بل و حتى وجنتي ّ الحزينتين ...
أغمضت عيني بقوّة ، أعصر الدموع المختزنة داخلهما
و عندما فتحتهما ... لم أر َ وجهي !
بل رأيت وجه مجد ... هناك غارقا في عمق المرآة ...
مددت ُ يدي نحو المرآة بتردد ... و عيناي تحدّقان في عينيه ... بذهول
تحرّكت شفتاي ببطء ... و نطقت بصوت مختنق، و بدهشة :
" مـجــ ... مجدوه !!! "
" اللهم إني صائم ! عن الغلط عاد ! تونا أوّل يوم برمضان ! لميوه ما تجوزين ؟؟ "
>>> لا شيء يستحق الإطلاع !
لكنني أشعر براحة عندما أخربش !
المعذرة
| |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 6:33 pm | |
| سأذكر لكم ما حدث عندما قررنا شراء ( الدبلة ) و ( الشبكة ) !
( طبعا أنا كنت مصرّة جدا إني أختارهم بنفسي ، و أدري السالفة يبي لها دوارة بالسوق ، و ما لي إلا شجن ! )
ذهبت مع صديقتي المقربة شجن إلى أسواق المجوهرات ...
( الله ! المجوهرات واجد حلوة و كلّها تصلح للعرايس ! يا حليلي ! من قدّي الحين ؟ عروس و أبي أتدلل ! )
كنت أود شراء شيء مميز لا شبيه له في السوق !
( إيه مميّز ! كم لمى عندنا ؟ وحدة بس! )
إنها سعادة لا توصف ، تلك التي تشعر بها الفتاة العروس و هي تتفرج على أطقم الذهب الرائعة و تتمنى أن تكون كلّها ملكها !
وقع اختياري على طقم ذهب أبيض شديد الروعة ، و باهض الثمن !
( بس ما يغلى علي ! صح ؟؟ )
و دفعت ُ عربونا ، و تركت الطقم في مكانه ، على وعد العودة لأخذه غدا
( هذه كانت الخطة ! أجي أدوّر اللي يعجبني و بكرة أجيب مجدوه يدفع ! )
و اخترت كذلك دبلة ذهبية ماسية ، بيضاء !
" عزيزتي لمى ! ألا ترين أنك بالغت ِ قليلا في اختيارك ! اشتريت أشياء باهضة جدا ! "
" شجن ! أتستكثريت هذه المجوهرات علي ؟؟ أنا العروس المدللة ! "
" ( يالله عاد لمى ! بلا دلاعة زايدة ! مو أول و لا آخر وحدة تنخطب ! يا خوفي لا جاء المعرس بكرة ينصدم بالمبلغ و يهوّن ما يبيك ! ) "
" حلوة ذي ! احنا نلعب ؟؟ هذا زواااااج ! "
و عبثا حاولت صديقتي ثنيي عن شراء ما حلا لي !
( بس لا تاخذوا عنّي فكرة غلط ؟؟؟ ترى أنا مرّة متواضعة و كلّش قنوعة و لحدّي متفاهمة و متعاونة ! هذه بس حركات دلع أولية ! نروي مجدوه العين الحمرا عشان يبحبح يدّه من أولها ! )
في اليوم التالي كنت مع خطيبي المبجل في السيارة ، في طريقنا إلى السوق ...
أطلعته على الفاتورة و راقبت نظراته جيدا !
( و الله الرجال شكله انصفع ! الله يستر ما يكون حامل بجيبه اللي يكفّي ! أكيد عنده بطاقة صرّاف على الأقل ! )
" إنها باهضة ! "
" أأ ... تستحق ! فهي جميلة جدا ! ستدهشك عندما تراها ... "
لم يستطع بعدها التعليق ، لكني رأيت وجهه يحمر حرجا !
مسكين مجد !
اضطر في النهاية لأن يدفع المبلغ الضخم ، و يده فوق شفتيه !
" ما رأيك بها ؟ "
" رائعة حبيبتي ! ذوقك جميل جدا ! "
( إيه ! إش على بالك ! و يا ما حـ تشوف ! )
حتى دبلته الفضيّة ، كانت من اختياري أنا ... و حتى الكلمات التي نحتها العامل عليها كانت من تأليفي أنا !
يحق لي حين أتذكر ذلك ... أن أصرخ !
" ( أقول مجدي ... إش رايك نسوي بروفة قبل ليلة الحفلة ؟ أخاف ننصاد بموقف حرج ! ) "
" ( لا حبيبتي ! خليها تلقائية أحسن ! عشان تصير ذكرى ما تنّسى ! ) "
و كانت فعلا ... ذكرى لا تنسى ....
الفستان الذي اشتريته لليلة خطوبتي كان جميلا و مطرزا و مزينا بفصوص تشبه الفصوص الكهرمانية في طقم شبكتي ...
انتهيت من زينتي و كنت و أهلي في انتظار العريس و أهله !
التقطت العديد من الصور التذكارية ...
كانت السعادة تشع من عيني ... كأي عروس تحتفل بخطوبتها !
أذكر أنني ليلتها اتصلت بخطيبي و حذّرته :
" انتبه ! إياك أن تدلق العصير على فستاني ! "
و في الوقت الذي كان الجميع فيه ينتظرونني في قاعة الحفلة ، كنت أنا في غرفتي ... استمع إلى الأغاني البهيجة التي تنبعث من القاعة ... تصف العروس و جمال العروس ... و أرددها طربا !
( و الله وناسة ! الليلة ليلتك يا لمى ! انبسطي ! )
هل هذه حقيقة !
أم إنه مجرّد حلم !
و أخيرا ... ذهبت ُ إلى القاعة !
( و الله كنت مرتبكة حدّي ... ! و بعدين لابسة جزمة كعبها يا طوله ! أشوى ربّي ستر و ما تعرقلت و طحت من الخوف ! )
الجميع يغني ... يزغرد ... يهنيء ... يبارك ... يرقص !
لن أستطيع وصف الحفلة الرائعة بما حوت !
أقبل العريس بعد نصف ساعة أو يزيد...
( مجدوه ! يا حليلك ! لابس لي بشت و شماغ و عقال ! الله الله ! طالع شكله يجنننننن و الله ! )
( بس لو سمحتوا عن اللقافة و لا وحدة تبقق لي عينها ؟ يالله عاد )
بدا خطيبي وسيما جدا في ملابسه ، و كان يحمل باقة من الزهور الطبيعية الخلابة ، أقبل نحوي ، و صافحني ( و قبّل جبيني بعد ) و أهداني الورود !
( مو كأنه صاير أقصر شوي .. ؟؟ و إلا عشان الكعب اللي تحتي ؟؟ )
( الطقوس ) التقليدية التي يقوم بها الناس في مثل هذه المناسبات ، و رغم أنني لم أكن أحبّذها ، وجدتها ممتعة للغاية !
( لكن مجدوه و لا نفع معاه ! بللني بالعصير ، و صبغ شعري بكريمة الكيكة ! لا و لا عرف يصك العقد و الإسوارة و لا حتى الحلق ! أوريه بعدين شغل الله ! )
" ( أول مرة اجرّب هذه ! شلون يصكونها ؟؟ ) "
" ( أشوف خلني أنا أصكها عنّك ! وخّر إيدك ! "
( رجّال وش طوله وش عرضه ما يعرف يصك حلق ! أكيد متعمّد ! علينا الحركات ذي مجدوه ؟؟؟ اصبر علي ! )
العديد من الصور التذكارية الرائعة ...
التي جمعتنا ... أنا و خطيبي العزيز ... في مواضع و مواقف كثيرة ... في أجمل و أسعد لحظات العمر ...
كيف تتخيلون شعوري ... حينما أقلّب ألبوم الصور ... و أشاهد كل هذا ؟؟
عروس جميلة في كامل زينتها ... تقف إلى جوار عريسها الوسيم ، في خجل ... تنظر إلى الأسفل ... تتدلى من شعرها خصلة ملونة مائلة إلى وجهها ... ملطّخة بطبقة من الكريمة الناعمة !
لا
و لا انتبهت إن الكريمة جت في شعري غير يوم خلّصنا كل المراسم و انتهينا من التصوير ... و جلسنا أنا و مجدوه لوحدنا في غرفة خاصة و مد مجد يده لشعري و قال :
" ( عروسي حبيبتي ... هذا الكريم المثبّت اللي تحطونه بالشعر ؟؟ "
| |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 6:42 pm | |
| ........
جالسة على أحد المقاعد في صالة المنزل الرئيسية أمام التلفاز ، أشاهد أحد المسلسلات الخليجية ... و أقلّب أصابع يدي بدلال ، و ابتسامتي لا تفارق شفتي ّ ... و أنا أتأمل ( الدبلة ) المحيطة ببنصري بحنان ... بينما هاتفي المحمول مستلق على المنضدة أمامي إلى جانب الهاتف الثابت ، في انتظار ( مكالمة حلوة من بعض الناس ! )
( يا حلوها دبلتي و الله ! يا خوفي لا أطقها عين بس ! الله أكبر و خمسة و خميسة ! )
دقائق و إذا بشقيقي كريم ( يقتحم ) الجلسة !
( وش جابه ذا الحين ؟ يالله روح ! تراي انتظر اتصال خاص ! )
رمقته بنظرة سريعة
" لموه ؟ "
قالها بغضب !
( بل حشا ؟ وش بلاه ؟ لا سلام و لا كلام ... على طول مسبة ! )
التفت إلى شقيقي مستنكرة !
رأيته يقترب منّي و في يده بعض الأوراق !
" هذه ... فاتورة جوّالك "
أخذت الفاتورة و هممت بفتح الظرف فقاطعني
" و هذه فاتورة هاتف المنزل ! أنظري إلى الرقم ! "
تناولت منه الفاتورة المفتوحة و ألقيت نظرة سريعة عليها ... ثم نظرة تمعنية على ( كشف الإتصالات ! )
( وااااو ! كل هذه مكالمات مني لمجدوه ! الله يستر من فاتورتي ! )
فتحت ظرف فاتورة هاتفي و صعقت بالمبلغ !
نظرت إلى كريم و آثار الصعقة على وجهي !
" كم ؟؟ "
" مبلغ محترم ! "
" جهّزيه إذن إن كنت ِ ترغبين بالسداد الآن فأنا في الطريق لتسديد فاتورتي ، جهزيه هو و مبلغ فاتورة هاتف المنزل أيضا "
( لا و الله ؟ و أنا إش شغلي بفاتورة خط البيت ؟ و بعدين من قال لك إني عندي فلوس ؟؟ أصلا أنا رأس مالي هالمكافئة الشهرية من الجامعة ألف ريال إلا عشرة أريل ... و طيّرتها و طيّرت أبوها و جدها و كل طوايفها على حفلة خطوبتي ! ... و بعدين ليش كذا ؟ شركة الإتصالات ذي ما تشبع فلوس ؟؟ المفروض يسوون تخفيض للمخطوبين الجدد ! مو صح ؟؟ )
" لا أملك المبلغ ! بصراحة أنا مفلسة ! ( و بعدين هاك فاتورة خط البيت عطها أبوي ! مالي شغل فيها ! ) "
" ( و الله ؟ الحين ما شفت ِ اتصالاتك بجوال خطيبك اش كثرها ؟؟ أبوي لا شاف الفاتورة بينصدم ! أموت و أعرف هالمكالمات هذه بكثرها و طولها و عرضها بالله إش تقولون فيها ؟؟ ) "
" ( مو شغلك ! ) "
و إذا بهاتفي المحمول ، يرن !
نظرت إلى شقيقي بتحد و أجبت !
طبعا تعرفون من المتّصل ...
" مرحبا عزيزي ... الحمد لله ... حسنا .... سأتصل بك ... "
و أنهيت المكالمة !
و تناولت هاتف المنزل لأتصل به
( احنا كنا كذا متعودين ، لا كان هو برّى البيت ، يدق علي ... من جواله ، و أتصل عليه من خط بيتنا ... إذا كانت مكالمتنا بتطوّل ! ... )
كريم لا يزال واقفا يراقبني !
( أقول كريموه ... وش رايك تنقشع ؟ يا أخي أبي أكلّم خطيبي ... ما تفهم ؟؟ )
و لا حياة لمن تنادي !
لا يزال أخونا في الله واقفا كالعلم !
" ( بتجيبين فلوس و إلا شلون ؟ ترى الفاتورة متأخرة و قريب يقطعون الخط عنّك ! ) "
" ( قلت لك ما عندي ! وش رايك تسلّفني ؟ تدري ضيعت كل اللي عندي في الحفلة ) "
" ( لا و الله ؟؟ أقول ... و ليش ما تطلبين السلف من خطيبك ؟ ) "
" ويحك ! و هل تظنني أجرؤ على ذلك ! ( تبي تفشّلني قدّامه ؟ تخيلوني أقول له :
" (( زوجي حبيبي بعد عمري و طوايفي و طوايف المكافأة الشهرية ، عطني فلوس ! أبي أسدد فواتير مكالماتنا الغالية ! .. مو أنت ولي أمري و المسؤول عن مصروفاتي ؟؟ و إلا يعني تبي نسولف و نستانس ببلاش ؟؟ )) "
و الله فشلة !! ... و بعدين حتى أبوي باتفشل منه .... )
" أليس هو السبب و المسؤول ؟ "
" ( يالله عاد ! لا تسوي حالك ... و لو سمحت انقشع ! ) "
" نعم ؟ "
" انقشع ! "
في نفس اللحظة رن هاتفي المحمول مجددا !
و طبعا كان مجد يسأل :
" أين أنت ِ؟ أنتظرك ! "
" أهلا ... نعم سأتصل ! دقيقة و أهاتفك ! "
( عاد كريموه يوم سمعني كذا... بالعند جا و أخذ رموت كونترول التلفاز و جلس على الكنبة و قام يغير في القنوات ! )
" يالله عاد ! كريموه بلا عناد ! قلت لك انقشع ! "
و لم يتزحزح ... إنها ( حركات صبيّان ! ) !
وقفت ُ أنا بدوري و حملت هاتفي ، و فاتورته ، و هممت بالمغادرة
استوقفني كريم قبل أن أخطو ...
" ابقي مكانك . سوف أنقشع ليصفو لك الجو ! "
و ابتسم و تحرّك مغادرا ...
( حلوة ينقشع ذي ؟؟ الظاهر عجبته ! )
عند الباب التفت إلي ّ و قال :
" ( بس أموت و أعرف ... طول هالمكالمات و هالفلوس اللي تضيع عليها ... إش تقولون ؟؟ ) "
ابتسمت و قلت :
" ستعرف حين تخطب ذات يوم ! "
" أنا ؟؟ لن أفعل ! "
" بل ستفعل ! و سأختار لك العروس بنفسي ، و سأذكّرك ... و ستأتيني يوما طالبا سلف ! ( عشان تغطي مصاريف الجوال ! ) "
ضحك كريم و قال :
" حينما أفكّر في الزواج فسأختار عروسي بنفسي ! ( و باخذ وحدة عمياء عشان ما تشوف المجوهرات ، و صمخاء عشان ما تستخدم الجوال ، و بكماء عشان ما تطلب منّي سلف يوم من الأيام ! ) "
و غادر ضاحكا !
حقيقة ، لقد فاجأني المبلغ المطلوب منّي سداده ... حتى و إن كان والدي و لله الحمد مقتدرا ماديا ، و حتى و إن كنت ُ أحصل على مكافأة شهرية من الجامعة ... فإن دفع مبلغ كهذا على ( كلام في كلام ) هو أمر ليس حكيما !
و للمرّة الثالثة يرن هاتفي و هو في يدي !
( وش فيه مجدوه ملهوف علي كذا ! يا أخي اصبر شوي ! قلت لك شوي و اتصل بك ! لها الدرجة صوتي واحشنّك ؟؟ )
" أهلا مجد ! "
" أهلا حبيبتي ! وينك ؟؟ مشغولة ؟؟ يالله اتصلي ! "
نعم سأتّصل ...
إش علينا ... ؟؟؟
احنا نسولف .... و أبوي يدفع الفواتير !
و هنيئا لك يا شركة الإتصالات !
>>> انتبه !
إذا كنت تخطط للخطوبة ...
أو أقدمت عليها مؤخرا
فانتبه لمكالماتك ...
و اعمل حسابك إن الفاتورة المقبلة ... ستكون صعقة !
و اسأل مجرّب ! <<< | |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 6:50 pm | |
| ............
كان ذلك بعد أسبوع من حفلتنا !
كنا جالسين في المجلس كالمعتاد عندما قال مجد ( فجأة ) :
" حبيبتي ... الغذاء غدا في بيتنا "
" ماذا ؟؟؟ "
" نعم حياتي . أنت ِ مدعوّة للغذاء معنا في البيت ! ماذا تودّين أن نطهو لأجلك ؟؟ "
( اوهوووو ... الحين أنت من صجّك تبيني أروح أتغذى معاكم هناك ؟؟ لا ماني ! أسسسستحي ! )
" لا تكلّفوا أنفسكم العناء مجدي ! لا داعي لذلك ! "
( وش اللي ما له داعي ؟؟ أقول لك معزومة على الغذا تقولين ما له داعي ؟؟ حلوة ذي ! )
" بلى لمى ! والدتي تنتظر الغد من زمن ! لطالما طلبت منّي أن أدعوك للغذاء في بيتنا و كنت ُ أؤجل الأمر ... و قد سألتني عن أطباقك المفضّلة كي تعدها لك ! "
( و الله بلوة ! أنا بروحي لا شفت أمّك أنصهر خجل ... وشلون أبي أجلس و أتغذّى معها و أطق سوالف بعد ...؟؟ عاد مجدوه و اللي يخلي لي حواجبك لعراض هذولا ... اعفيني من المهمّة ! )
" لم لا نؤجّل الموضوع لوقت آخر ؟ "
" و لم التأجيل عزيزتي ؟؟ ماذا أقول لأمي ؟ إنها تتوقع حضورك غدا "
( و إلا يعني ما تبين تتغذين معانا ؟؟ ترى طبخ أمّي أحلى طبخ ذقته بحياتي ! )
فشلت ُ في محاولة التملّص من هذه الدعوة المباغتة ، و استسلمت للأمر !
( و بعدين مجدوه مع وجهه الحلو ... ما قال لي إلا آخر لحظة ؟ ليش ما عطاني خبر قبلها بأسبوعين ثلاثة عشان اتهيأ نفسيا ؟؟ و اعمل حسابي ... تراها أوّل مرّة أتغذّى معاهم ! و أكيد بيفحصوني فحص ! )
في اليوم التالي و من الصباح الباكر ، كنت أعمل في المطبخ !
وددت تحضير كعكة مميّزة آخذها معي ... للتحلية بعد الغذاء !
( بين قوسين ، مو أنا اللي سوّيتها بس ساعدت الوالدة عليها ! و طلع شكلها يجنن و لله ! )
قضيت فترة لا بأس بها في المطبخ ... و لم أتناول غير بعض الشاي ذلك الصباح
بعد تأدية صلاة الظهر ، تحرّكت ُ بسرعة البرق كي أتم زينتي و هندامي !
( إيه ! لازم أخليهم يشوفوني بقمّة الأناقة و الجمال ... عشان مجدوه يستانس ! )
( مجدوه ) اتصل بي لحظتها و أخبرني أنه في الطريق إلى منزلي !
دقات قلبي أخذت تتسارع ، و سرت رعشة خفيفة في بدني !
( إللي يشوفني يقول ذي رايحة امتحان ! )
أعتقد ان الأمر يشبه الإمتحان لحد ما
فلابد ... أن الجميع سيدقق التأمل في شكلي و تصرفاتي و كلامي ... ليكتشفوا عن قرب أكثر ... نوعية العروس التي ارتبط مجدهم بها !
و أخيرا أنا و مجد في السيارة نقترب من بيتهم
بين الفينة و أختها يلقي مجد علي ّ نظرة و يبتسم !
( الرجّال شكله مبسوط حدّه ! و أنا اللي من داخلي على أعصابي احترق ! و الله رواقة ! )
" ( مجدوه ! اش فيك كل شوي راميني بسهم ؟ شكلي مو عاجبك ؟ ) "
" أنا ؟ بالعكس حبيبتي ! ( كلّك على بعضك حلووو ) ... عروسي الحبيبة و أهوى النظر إليها ! فيه مانع ؟؟ "
( بالله عاد ... هذا وقته ؟ ما تشوفني مربوكة و حالتي حالة ؟ كاني كنت معك البارحة ... ما شبعت نظر و تأمّل ؟؟؟ إلا جالس تراقب ارتباكي و مسوّي نفسك مو حاس ! أدري بك مجدوه ... )
" هل ستحضر شقيقاتك المتزوجات ؟ "
" نعم ! بالتأكيد ... و كذلك ستحضر إحدى خالاتي و ابنتها "
( أوووه ! حرام عليك ! كل هذولا دفعة وحدة ؟ شوي شوي علي ّ ! و الله بانحرج و ما باعرف اتغذّى ! )
أن تتناول الغذاء في بيت بعض معارفك ، لهو أمر عادي ... و لكن ... أن تكون ( عروسا ) تحت الأنظار ... تتكلم و تتحرك و أنت تدرك أن الجميع من حولك يتأملونك لتكوين فكرة و انطباع عنك ، فهو أمر ... مخجل جدا !
و الله يستر !
النظرات ، لا أشعر بها تلامسني فحسب ، بل تخترقني و تنخر عظامي !
كن ّ جميعا يتصرّفن بحرية و انطلاق ... أما انا فقد كدت ُ أختنق من نظراتهم و من شعوري بالغرفة بينهم و في بيتهم !
مجد كان سعيدا جدا ( و مهيّص ) من الفرح ! يكثر الحديث و الضحك بكل حرية و بلا قيود !
كان ذلك قبل أن تعد المائدة ، فلمّا صارت جاهزة ، ذهبنا نحن النساء إليها و انصرف مجد عنا و هو يقول مبتسما :
" انتبهن لمخطوبتي و اطعمنها جيدا ! "
( مجدووووه ... تعال وين بتروح ؟؟ لا تخلّيني بروحي بليييز ! )
مجد نظر إلي نظرة ذات مغزى و ابتسم ابتسامة شديدة الحلاوة ، و انصرف !
( ترى و الله ما عرفت آكل ... ! يا دوب لمست أطباقي ... و كل شوي وحدة منهم تقول لي : ما نشوفك تاكلين ؟ لا يكون طبخنا ما عجبك ؟ و أنا و الله مو عارفة إش أرد ! .... هيّن يا مجد ! أورّيك ... ! )
أبدين جميعا إعجابهم ( الحقيقي أو المفتعل ) بالكعكة التي حضّرتها ( اقصد حضّرتها الوالدة ! بس سرررر ... لا تعلمون ؟؟ خلهم يمدحون فيني شوي ! )
بعد ذلك ، عاد مجد و جلس إلى جانبي مباشرة ... و ألصق رأسه برأسي و همس :
" هل أكلت ِ جيّدا ؟ "
( وخّر عنّي الله يخلّيك ! مو قدّام الناس عاد ! استحي ! )
طأطأت برأسي خجلا ...
قالت إحداهن :
" عروسك تاكل كالعصفور يا مجد ! أو ربّما لم يعجبها طعامنا "
قلت :
" على العكس ... "
قال مجد مقاطعا :
" أعرفها ! إنها قليلة الأكل ... ألا ترون كم هي نحيلة !؟ "
قالت أخرى :
" نعم نحيلة ! اهتم بها جيدا يا مجد ! "
مجد نظر إلي مبتسما و قال :
" اتركن الأمر علي ّ ! "
قالت أخرى :
" هل تذوّقت كعكة عروسك ؟ "
قال :
" بالطبع ! التهمتها قبل أي شخص آخر ! "
و عاد ملتفتا إلي ّ و قال :
" من صنع الحبايب ! "
( و الله ؟ ما شاء الله على حواسك ! أقول .... لا تكون تحب أمّي و أنا ما أدري ! اسكت بس لا تتفشّل ! )
عادت هي تقول :
" إنها لذيذة جدا ! أريد طريقة صنعها يا لمى "
( أوهووو ... رجاء ً ليش الإحراج ! لا حوووول ... وهّقتوني ! )
لم أجد مخرجا غير قول :
" إن وصفتها مكتوبة لدي ّ في أحد كتب الطبخ . سوف أكتبها لك و أرسلها عبر مجد "
لساعة إضافية كان علي أن أبقى ( تحت المجهر ) مع مجد و عائلته !
الجميع كان في غاية اللطف و البهجة ، و مجد حطم الرقم القياسي في الضحك !
( إش عليه ؟؟ جالس في بيته و بين أهله و معه خطيبته ! حقّك تستانس يا مجد ! بس ... و الله لأحطّك في نفس الموقف و أعزمك على الغذا في بيتنا مع أبوي و أخوي و أعمامي و أخوالي و جيراني و أولادهم كلّهم ! )
بعد مغادرتنا ... أخذنا جولة بالسيارة ...
كان مجد لا يزال في قمّة السرور ... أما انا فشعرت ُ أخيرا بالإرتياح !
الحمد لله ...
( عدّت على خير ! )
سألني :
" هل أكلت ِ جيدا ؟؟ "
و بدا هذه اللحظة أكثر جديّة ...
" بصراحة ؟؟ لا ! "
" لكن لماذا ؟ "
" شعرت بالحرج يا مجد ! إنها المرّة الأولى .... و .... "
" ستعتادين الأمر حبيبتي . سأحضرك للغذاء معنا مرة كل أسبوع "
( ووووت ْ ؟؟ وش ناوي علي هالرجال ؟؟ توّك تقول عنّي نحيلة ! تبيني أنصهر أكثر ؟؟؟ )
و لم أشأ أن أعقّب بشيء من شأنه أن يحرج خطيبي أو ( يزعله )
قلت :
" إن شاء الله . حسب الظروف "
قال :
" قضينا وقتا ممتعا جدا ! لقد ضحكت كما لم أضحك منذ زمن ! "
( إيه و الله ! أنا من خطبتني ما عمري شفت تضحك بها الشكل ! و الله كان على بالي إنك رجّال ثقيل و رزين ! )
" نعم . عائلتك لطيفة جدا ! "
" ستعتادين على الجميع بسرعة ! إنهن طيبات القلب مثلي ! "
( لا يا شيخ ؟؟ آخ منّك بس آآآخ ... )
حينما غربت الشمس ... كنت أقف عند باب المنزل أودّع خطيبي الضحوك و أتمنى له ليلة سعيدة !
دخلت إلى المنزل فوجدت ُ كريم على أهبة الخروج
" إلى أين كريم ؟؟ "
" لمى ؟ أين كنت ِ ؟ "
( حلوة ذي ؟ وين كنت يعني ؟؟ ما تشوف هالمكياج اللي مغطي وجهي ؟ بذمّتك يعني وين كنت ؟؟ )
" كنت ُ مع مجد في بيته ! مدعوّة على الغذاء ! "
نظر كريم إلى ساعة يده و استنكرت ملامح وجهه !
" ( عذا لها الوقت ! حشا ... ! وش جالسين تاكلون ؟؟ جمل ؟ ) "
" ( إيه جمل ! عندك اعتراض ؟؟ ) "
ابتسم كريم و همّ بمتابعة طريقه ...
" إلى أين كريم ؟؟ "
" إلى المسجد ! ألم تسمعي الأذان ؟؟ "
" بلى ... "
" هل تريدين شيئا ؟؟ "
" نعم ! بعد أن تنهي صلاتك ، إلى أين ستذهب ؟ "
" ( لمى باختصااار قوووولي وش بغيت ِ ؟؟ ) "
" ( زين لا تعصّب ! ... بس بغيتك تمر ( دومينوز بيتزا ) و تجيب لي وحدة ! باموووت من الجوع ! ) "
>>> شيء من الحرج لابد أن يحدث عندما تتناول مخطوبتك وجبتها الأولى في بيتك ، بين أفراد أسرتك !
يجب أن تكون موجودا لتمنحها شيئا من الدعم ... ولتلطّف الجو ... و تصرف الجميع بأحاديث لطيفة عن تركيز النظر على خطيبتك !
و يا ليت و انتوا راجعين بيتها ... تمرّوا على دومينوز بيتزا بالمرّة ... <<< | |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 6:58 pm | |
| بعد أن توطّدت العلاقة بيني و بين عائلة مجد ، و ( غصبا علي ) أصبحت أتناول وجبة الغداء مرة في الأسبوع في بيتهم ... و تلاشى جزء كبير من الخجل الذي كان يحيط بي أثناء وجودي معهم ، بعد كل هذا ، اقترح مجد ذات مرّة أن نذهب سوية ، أنا و هو و عائلته الكريمة ، في نزهة طويلة إلى البلدة المجاورة !
" البلدة المجاورة مرّة وحدة ! "
" نعم حبيبتي ! الجميع متحمّس للفكرة ! هيّا وافقي "
( مجدوه ! مو كأنّك زوّدتها شوي ؟؟ تبيني ( أسافر ) معاكم و إحنا لسّه مخطوبين !؟ )
" لا أدري يا عزيزي و لكن .... ربّما لا يسمح أبي بذلك ! "
( وشو اللي أبوك ؟ حلوة ذي ! الحين أنا ولي أمرك و إلا أبوك ؟؟ زوجتي و أبي آخذها معي و مع أهلي في رحلة للبلدة المجاورة نغيّر جو ! فيها شي ذي ؟؟ يالله عاد لميوه لا تفشليني قدّام أهلي ! قلت لهم أكيد بتوافق و تنبسط ! )
" و لماذا لا يسمح يا عزيزتي ؟ المسافة ليست بعيدة و لا تعتبر سفرا ! و حتى لو كان سفرا ... ما المانع ؟ أنت ِ زوجتي ! "
( لا و الله ؟ أدري إني زوجتك ! معلومة قديمة ! ... بس ... ؟؟ عاد خلني أفكّر شوي ... ! )
كنت ُ مترددة !
لم استطع طرح الفكرة على أمّي إلا بعد ساعات !
و مباشرة سألتني أمّي :
" من سيذهب معكما ؟ "
و هي تنظر إلي ّ باهتمام ، و ربما استنكار أيضا !
قلت ُ بسرعة :
" الجميع ! أفراد عائلته جميعا حتى شقيقاته المتزوجات مع أزواجهن ! "
و يبدو أن ذلك طمأن أمي بعض الشيء ... و إن أبقاها في رذاذ من التردد !
أما والدي :
" الله وياكم ! "
( يا حليله أبوي ! و الله يجنن ! عاد أنا ما سمعت هالكلمتين إلا و طيراااان للتلفون ! )
" مجدي عزيزي ... اعملوا حسابي معكم ! "
" حقا حبيبتي ؟؟ يــــــاهوووو .... ستكون رحلة مدهشة ! "
" ( أقول مجدوه ... فيه مكان يكفّي لي في السيارة ؟؟ ) "
" ( و لووو غناتي .... إذا ما فيه مكان أشيلك بحضني ! ) "
" ( يالله عاااد ! ترى أغيّر رايي ! ) "
" ( هاهاها ... أحبّك و أنت معصبة ! ) "
لو سمحتوا ...
بقيّة المكالمة ما لكم شغل فيها !
و بعد صلاة الظهر من اليوم التالي ، كنت ُ عند الباب في انتظار ( هرن ) السيارة ... فيما والدتي تراقبني !
أظنّها لا تزال قلقة !
رن هاتفي المحمول :
" أهلا مجد "
" أهلا حياتي . هيا تعالي "
" حسنا ... أأأ مجد ... أمتأكّد أن السيارة تتسع لي ؟؟ "
" طبعا حبيبتي ! "
في الحقيقة كنت أود أن أعرف ... أين جلست والدة مجد !
و حين خرجت ُ من المنزل و رأيت السيارة مقبلة و المقعد المجاور لمجد شاغرا انفجرت أساريري !
( إيه ! أنا أبي أجلس جنب خطيبي ! هذا الكرسي محجوز لي ... فاهمين ؟؟ )
و انطلقنا على بركة الله !
المشوار كان طويلا نسبيا إلا أنه انقضى في الحديث و الضحك و أكل المقرمشات !
( ترى نحن شعب لا نأكل حتى نجوع ، و إذا أكلنا لا نشبع ! و لو تلاحظون فإن أي أحد من شعبنا بيطلع أي رحلة فأوّل شي يفكّر فيه : الطعام ! الأكل ورانا ورانا وين ما رحنا ! حتى بالسيارة ! .... تدرون ليش ؟ لأنه جزء من حياتنا الاجتماعية ! )
و كان أوّل مكان توقّفنا فيه هو : المطعم !
( و الله الحكي ما يفيد ! )
اختار مجدي مطعما راقيا في البلدة و توزّعنا على مقصوراته بحيث بقينا أنا و مجد و اثنتين من شقيقاته حول مائدة واحدة !
الجميع كان غاية في السرور ... طلبنا أطباقا عديدة و استمتعنا بوجبات شهية ....
( و مجدوه ما يخلّي ! توني باقول بسم الله إلا و هو طاير بالشوكة لفمّي يبي يأكّلني قطعة جزر من السلطة ! و الله فشلت قدّام أخواته ! بس تدرون ... انبسطت ! و ردّيت له بقطعة خيار من نفس الطبق ! خلنا ندلّع هالرجال شوي قدّام أخواته عشان يستانس ! و بعدين حتّى أخواته ينبسطون لا شافوا العروس اللي اختاروها لأخوهم تدلله و تحبّه ! مو صح ...؟؟ )
دفع مجد بعد ذلك فاتورة ( باهضة ) !
و بعد فراغنا من الطعام لجأنا إلى دورات المياه ... و من ثم انطلقنا بالسيارات نجوب شوارع البلدة و نخطط للمحطّة التالية !
من حقيبة يدي استخرجت ُ زجاجة عطري الصغيرة ، و رششت بعضه في السيارة ، و على راحتي مجد ( و على فكرة مجدوه يمووت على ريحة عطري هذا بالذات ! و من يشوفه قال : رشّي لي شوي ! أنا مالي شغل ... ! أرش له و هو ينبسط ! و بعدين معاه حق ... فرق بين عطوراتي و عطوراته ... و الله أموت و أعرف هذولا الرجال وش يعجبهم في ريحة عطوراتهم ؟؟ أصلا كلّها مثل بعض ! )
بعدما رششت ُ العطر في يدي أخذت أفكركهما ببعضهما البعض ...
و فجأة ... انتبهت لشيء خطير !
" الدبلة ! أوووه مجد ! لقد تركت ُ دبلتي في دورة المياة ... في المطعم ! "
كم شعرت بالغيظ من نفسي آنذاك ... !
كنت أريد للسيارة أن ( تطير ) بأقصى سرعة عائدة إلى ذلك المطعم ...
يا رب ... احفظها لي في مكانها ... يا رب !
إنها ليست مجرّد طوق ذهبي ماسي أحاط بإصبعي منذ زمن ...
إنها ...
إنها ...
ليتكم تعرفون ................ ؟؟؟
" لا تقلقي . إذا ضاعت فداك أيتها الحبيبة ... "
لا يا مجد ! لا أريدها أن تضيع ...
كانت شقيقاته يرددن نفس الجملة ... ( فداك ) !
و لكن ...
و أخيرا وصلنا إلى المطعم و انطلقت كالصاروخ إلى حيث تركت ُ دبلة قلبي ... و وجدتها !
( أوووه ! أشوىىىى ... الحمد لله ! و الله لو ضاعت ما رح أسامح نفسي أبدا ! و بعدين مجد و أخواته إش يقولون عنّي ؟؟ هذه أهم شي و ضيّعته ! مو عشانها غالية ماديا ، لكن تعرفون وش غلاها نفسيا ! ... ! )
أعدت ُ الدبلة إلى بنصري الأيمن بدلال ... و خرجت إلى مجد بارتياح و ابتسامة ألوّح بيدي إليه !
مجد ابتسم و قال :
" فداك كل شيء ! "
أثناء رحلتنا الطويلة ، قضينا فترة من الزمن عند شاطىء البحر ...
البحر هنا هو البحر هناك ... في بلدتنا ... ما أكبره ... و ما أعمقه ... و ما أجمل أمواجه المتلاطمة تحت قدمي ّ !
نظرت من حولي ، فوجدت ُ الجميع و قد ابتعدوا ... تاركين الخطيبين ، أنا و مجد ، بمفردنا عند الشاطىء نستنشق أنسامه الرائعة ....
كيف للذاكرة أن تنسى رحلة كهذه .........؟؟
>>> انتبهي لدبلتك !
و لكن ... لا تتعلقي بها كثيرا ....
فأنت ِ لا تعلمين كم من الزمن سيقدّر لها أن تعيش حول إصبعك ... قبل الفناء !
و سبحان الحي الذي لا يموت ! <<< | |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 7:04 pm | |
|
...................
ما هو الشيء الذي تعشقه عامة النساء ، و يكرهه عامة الرجال ... ؟
>>> التسوّق !
" شجن دعينا نذهب إلى السوق هذا اليوم ... أود شراء بعض الحاجيات الضرورية "
" آسفة لمى ... لدي ارتباطات أخرى "
" ألا يمكنك تأجيل ارتباطاتك من أجلي !؟ ضروووري أروح السوق ! ما عندي ملابس للعيد ! ولا عندي غيرك ! "
" لا استطيع ! ... آسفة عزيزتي ... لم لا تذهبين مع خطيبك ؟؟ "
" مجد ؟؟ "
" ( أجل عتريس ؟ أكيد مجد ! هو عندك غيره ) ؟؟ "
" ... و لكن ... لقد أخبرني سابقا بأنه ... لا يحب الأسواق البته ! "
" ( غناتي لمى ... ما يحبها ذاك أوّل ! الحين صار متزوّج و عنده زوجة دلوعة مثلك و كل يوم تبي تطلع تتسوّق ! غصبا عليه يروح معك ! يالله اتصلي عليه و قولي له يروح معك ) "
إنني أعرف أن الأسواق هي آخر شيء يفكّر مجد في تتضيع بعض الوقت فيه !
لقد سبق و أن أخبرني بأنه يتضايق كثيرا حينما يكون مضطرا لمرافقة شقيقاته إلى هذا السوق أو ذاك ، خصوصا قبيل العيد !
" أتعتقدين بأنه ... لن يتضايق ؟ "
" ( حلوة ذي يتضايق ! أقول لمى ... عن السخافة عاد ! و بعدين حبيبتي إذا ما خلّيتيه يحس بالمسؤولية من الحين ... إذا ما فرضت ِ عليه مشاويرك من الآن ... أجل متى ؟ بعدين عقب ما تتزوجوا ؟ و الله تالي ما يعطيك وجه ! و كل ما قلت ِ له : ودني السوق قال لك : مو فاضي ! ) "
أظن ... أن شجن على حق !
يجب أن اعوّد مجدوه على مشاويري من الحين و رايح !
كان ذلك عند العصر ... و لم أكن قد قررت الذهاب إلى السوق إلا قبل قليل ... بعدما ( تصفّحت ) ملابسي فلم أجد ما يناسب لأجل العيد !
>>> كل عام و أنتم بخير من الحين ! لأني تالي بانشغل مع هالنصف الآخر و ما علي منكم ! <<<
لا أعرف ما الذي كان بعلي يفعله في هذه الساعة ، فآخر اتصال بيننا كان بعد صلاة الظهر ...
" مساء الخير ... مجدي ! "
" هلا و الله و غلا ! مساء الخيرات و المسرات ... أهلا حبيبتي "
" كيف أنت ؟ "
" ممتاز ! و أنت ِ ؟ "
" ممتازة مع مرتبة الشرف ! "
" غلبتيني ! "
" ( ما عاش من يغلبك ... مجودي ! يا غالبهم كلّهم و فوق راسهم بعد ! ) "
" الله الله ! ...... ( إش الكلام الحلوووو هذا ؟؟ ) "
( اصبر عاد ! ترى مو لله .... .... ! )
" الحلو للحلو عزيزي ! "
" الله يحلّي أيامك حبيبتي ! "
" معك ... يا رب "
كل هذه مقدّمات !
" مجودي غناتي بعد عمري ... وش جالس تسوي ؟ "
" لا شيء ... أحاول إصلاح عطب ما في حاسوبي ! "
"يعني مشغول ؟ "
" لا أبدا حياتي ... اتأمرين بشيء ؟ "
" ( ما يآمر عليك عدو ... ) "
" تدللي لمى ؟ "
" ( تسلم لي ... يا الغالي و بعد كل غالي ! ... يا اغلى ناسي كلّهم ! ربّي لا يحرمني منّك ... ) "
(( الله أكبر ...... !!! كل هذا عشاني ؟؟؟ دفعة وحدة ؟؟؟ واضح إن السالفة فيها إن ّ ! وش تبي لمى ؟ ما عمرها قالت لي كلمتين حلوين ... مثل ما اتمنى ! ))
" مُري عزيزتي ... ماذا تريدين ؟ "
" كنت ُ ... أتساءل ما إذا كان ... باستطاعتك مرافقتي ... إن لم تكن مشغولا ... عزيزي مجد "
" إلى أين ؟ "
" إممم ... إلى السوق ! "
(( إيـــــــــــه ... أنا قايل ما ورا هالكلمتين الحلوين إلا شغله كايدة ! مسكين أنا ! يعني هذولا البنات ما تطلع منهم كلمة حلوة بدون مقابل ؟؟ ))
( وش فيه الرجّال سكت ؟؟ ... أكيد انصفع ! عاد لا تفشّلني مجدوه ! أدري به ما يحب الأسواق ! كلّه منّك شجنوه حدّيتيني ! )
" السوق ... ؟ أي سوق ؟ "
" مجمّع الواحة أو الراشد ! إذا لم تكن مشغولا ... "
(( و حتّى لو مشغول ... باروح معك و امري لله ! ادري لو ما رحت بتزعلين علي و تسوّين مقاطعة و حركات بنات تطفّش بلد ! ))
" لا ... لست مشغولا حبيبتي . متى تودين الذهاب ؟ "
" الآن ... "
" حسنا . دقائق و أكون عند باب بيتكم . استعدّي "
" شكرا عزيزي ... الله لا يحرمني منّك ! "
(( المهم ... إنّه ما يحرمني من هالكم كلمة حلوة اللي ما بغت تطلع من لسانك ! و الله لمى ذي معيشتني في جوع عاطفي ! ودّي أسمعها تقول : يا حبيبي ... لو مرّة وحدة ... لو داري المسألة على السوق ... كا ودّيتها من زمااان ! آخ منّك بس آآآخ ! ))
" تحت أمرك حياتي ! "
و انتهت المكالمة ، و اسرعت في الاستعداد للذهاب !
مسكين مجد !
لكن ...
أليس هو ( بعلي ) و المسؤول عنّي ؟
إذن ، عليه مرافقتي إلى حيث أريد ، دون اعتراض !
في السيارة سألني :
" ماذا تودين شراءه ؟ "
" ملابس للعيد ! و حذاء و حقيبة ... و بعض الحاجيات الأخرى ... "
(( حلو ! أجل المسألة فيها سهرة للصبح ! ))
" حسنا .... سآخذك إلى مجمّع الواحة "
" أو الراشد "
" الراشد ؟ كلا ! "
" لم ؟ "
" لا أحب دخول مكانا موبوء ً كهذا ! "
" ( تخاف تنتقل لك العدوى ؟ ) "
(( بسم الله علي ! و بعدين أنا رجّال متزوج و محصن ! ... الدور على هالشباب الضايعين اللي مفلّتين بالأسواق و غيرها ... و لا أحد داري عنهم ! الله لا يبلينا ! ))
" أخاف على حبيبتي من مجرّد الظهور في مكان كهذا ... أغاااار ! "
و لابد أنكم تعرفون ... مايقصد !
للأسف ، أصبحت الأسواق بؤرة فساد خطيرة في مجتمعنا ...
بالأمس كان الشاب الفاسد شخصا ينظر إليه الجميع باحتقار ، و تنظر إليه الفتيات بخوف و نفور ...
اليوم ... نرى الشبان الفاسدين يتباهون بأنفسهم ... و يثير كل منهم إعجاب الآخر ... و إليهم تنجذب الفتيات المشابهات !
إنه آخر الزمان !
( أقول ... خلنا عن الفساد و الإنحراف ... مو وقته الحين ... و إذا تبون سالفة مستقلّة عن هالموضوع افتحوا لها صفحة ثانية ! خلّوني أنا مع نصفي الآخر متهنين بها السوق ... رجاء ً ! )
ادخل إلى المعرض الفلاني ... أتفرّج على بضاعته ... أقلّب الأشياء و أتفحّصها ... و أسأل بعلي :
" ما رأيك في هذا ؟ "
" جميل . هل أعجبك ؟ هل وقع عليه اختيارك ؟ "
( و الله الرجال شكله مستعجل ! كل شي عنده حلو ... يبيني أشتري و خلاص ! ... بصراحة ... مانا ماخذة حرّيتي في التسوق .. ! و بعدين ليه ما يعطي راي ؟ كلما سألته عن شي قال حلو ... يا أخي ما عندك شي أحلى ؟؟ )
ليست مهمّته !
لا أظن أن الرجل قد خلق من أجل التسوّق ... !
و بالرغم من أنه رافقني إلى جميع المحلات التي دخلتها و شاهد جميع البضائع التي شاهدتها إلا أنه ... لم يجد ِ نفعا في ترشيح الأفضل ... و لا حتّى في تخفيض السعر !
( الظاهر مو متعوّد ياخذ و يعطي مع البياعين ... أو ما يبي يبيّن أنه مستكثر القيمة ! ... و الله و طلع مجدوه كريم حدّه ! دفع ثمن كل شي ... و أنا تفشّلت منّه و عشان كذا ... )
" لقد اكتفيت ! دعنا نعود ! "
" أحقا ؟ ألا تودين شراء شيء آخر ؟ "
" كلا عزيزي . هذا يكفي "
" و ماذا عن الحقيبة ؟ ألن تشتري واحدة ؟ "
" لاحقا . فأنا تعبت الأن ! "
( و لا أنا تعبت و لا شيء ! و لو تحليني أظل ألف في السوق للصبح ! بس حرام أخلّي الرجال معي أكثر ... أصلا هو متضايق ! ... باين عليه ! )
(( توّك تحسين بالتعب ! و الله ملل ... وش هالطفش ؟؟؟ أموت و أعرف ... وش يعجب هالبنات بهاللف و الدوران ؟؟ ما يزهقون ؟؟ و بعدين لازم يعني يشوفوا كــــــــل البضاعة الموجودة في كـــــــل المحلات ، و بعدها يختاروا الأجمل ؟؟ ليش إذا عجبهم شي معيّن ما ياخذوه و يخلصوا ؟ لاااازم يشوفوا كل شي أوّل ؟؟ فاضين لهم إحنا ! ))
" إذن عزيزتي ... هيا بنا "
و قبل خروجنا من المجمّع مررنا بأحد محلات الآيس كريم !
" ما رأيك ببعض البوظا عزيزي ؟ "
" ( من صجّك ؟ الجو بارد ! تبين بوظة ؟ ) "
" نعم ! أشتهي بعض البوظة ! "
" أمرك سيّدتي ! "
(( إيه ! إش عليك ؟ جالسة تتدلل علي و ضامنة اللي يطيعها ! قالوا لي الشباب ترى بتجننك خطيبتك بطلباتها و بتضطر تنفّذ كل شي و انت تبتسم ! بس يالله ما عليه ... يهون عشان خاطر هالعيون ... حلوين كأنهم قمر !
>>> فيه رجال تجرّأ و طالع ؟؟؟ .... ))
بعد ذلك ... تجوّلنا بالسيارة قليلا على شارع الكورنيش ...
السماء بدأت ترسل قطيرات المطر الناعمة على نافذة السيارة ...
بعض الرذاذ تسلل عبر نافذتي المفتوحة قليلا ...
شعرت بقشعريرة سرت في بدني ...
تركت ُ ( كأس ) البوظة جانبا و أخذت أفرك يدي ببعضهما البعض !
مجد استدار إلي ... و أغلق نافذتي فورا ... و مدّ يده إلى يدي فأمسك بهما و ضغط عليهما !
كانت يده شديدة الدفء ، فيما يدي باردة برودة كأس البوظة الذي كنت أمسك به !
" هل تشعرين بالبرد حبيبتي ؟ "
" قليلا ! "
" لا تتناولي البوظة لمى ... ستمرضين ! "
التفت إلى مجد و دققت النظر إلى عينيه ...
ما أدفأهما !
كان لا يزال ضاغطا على يدي ، يمتص منهما البرودة و يكسبني المزيد من الدفء ... و العاطفة ... و الأمان ....
ابتسمت ابتسامة استحال على مجد رؤيتها إلا عبر الفتحة الصغيرة في نقابي ، و التي تظهر عيني ( القمريتين ) !
مجد فعل شيئا يكرهه من أجلي !
ألم يقض ِ الساعات الماضية معي في السوق ، بينما كان باستطاعته قضاءها في مكان يثير اهتمامه أكثر من مجمّع ؟
ربّما انبثقت الكلمة من نظرتي قبل أن تنحدر من شفتي ّ ... المختبئتين خلف نقابي الأسود ...
" شكرا ... مجد ... حبيبي ! "
و لو تشوفون الرجال وش صار به !!!!
| |
|
| |
روح يوسف عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأربعاء أكتوبر 22, 2008 7:12 pm | |
| تذكرون أنني قمت بالتسوق مع مجدي قبل العيد بأيام !
لكنه لم يكن تسوقا يسمن أو يغني عن جوع !
لذا فإنني و قبل ليلة العيد رافقت ُ شجن إلى مجمّع قريب ...
( بصراحة كان في بالي أشتري فستان مميز و خاص عشان مجدوه !
مو عشان مجدوه أقصد عشان ألبسه أنا و أتدلع على مجدوه ! ...
و بعد ... لازم أشتري هديّة عيد له ... و محتارة ... يا ربّي وش أهدي ها الرجّال .. ترى و الله صعب ... إنك تختارين هدية لرجّال ! الأشياء التقليدية حفظناها و ملّينا منها ... أبي أهديه شي ... مميّز و جديد ! ...
فكروا معي ؟؟ )
الفستان الذي لفت انتباهنا هذه المرة كان ... (( محتشم بالمررررة ! ))
" شجن ! مستحيل ! أتريدينني أن أرتدي شيئا كهذا أمام مجد ! "
" نعم ! بالطبع ! "
" ( شجنوه وش ناوية علي ؟؟ وش تبين مجد يقول عنّي ؟؟؟ ) "
" ( أوووف يا ربّي متى بتفهم ذي ؟ حبيبتي بعد عمري غناتي لمى ... تذكرين الفستان الأحمر اللي أبهره ذاك يوم ؟؟ الحين هذا بطيّر عقله ! خلّي الرجّال ينسحر ! ) "
و أخذت تضحك ضحكة طويلة و شريرة !
( و الله شجنوه هذه ينخاف منها ! أنا من مصاحبة و لا أنا دارية ؟؟ أثاريها مو بسهلة .... ! )
و مع ذلك ، فقد نجحت في إقناعي ، ككل مرّة !
أما عن هديّة مجد ... فرست في النهاية على ...
( ما نا قايلة لكم ! بعدين تقلدون علي ؟ )
لا تمر الأعياد علينا كل يوم ، و لذا أردت أن تكون سهرة العيد مميزة جدا ...
في اليوم التالي ذهبت إلى الكوافير ... لأتزيّن !
( واااو لو تشوفوا الزحمة اللي هناك ! و الله كأنه حج ! يعني نصف البشرية تحج لبيت الله و النصف الثاني للكوافيرات و الصالونات ! و أنا بعد توني تفرّغت على عمري و جيت أتزيّن ! )
كعادتها في الأعياد ... جميع الصالونات و محلات التجميل ( النسائية و الرجالية بعد ) مكتضة بالزبائن ...
قضيت ساعات طويلة هنا في انتظار دوري ثم في عمليات ( الشد و المد و النزع و القلع و الكي و الحرق و التجفيف و الترطيب و الصبغ و التلوين ... و الذي منّه ! >>> هذه الفقرة خاصة بالبنات فقط ! >>> )
و الله ابتلينا إحنا البنات ! كل ها التعذيب لزوم الجمال ! و كل ها المصاريف ضريبة الأناقة ! و بعدين فضائيات ها الأيام خرّبت عقول البشر و فتّحت عيونهم على أشياء كان أفضل لو ظلّت مخفية و مستورة ! الحمد لله إن زوجي رجال مستقيم مثل المسطرة ! و الله يكون في عون زوجات أمثال المنقلة و الفرجال ! )
أثناء وجودي هناك اتصل بي مجد عدّة مرات و في كل مرّة أخبره :
" لم انته بعد ! "
" ( حشا ! مو كوافير هذا ! وش جالسة تسوين بروحك ؟؟ ) "
" ( مجدوه ! ما لك شغل ! يالله صك السماعة ! وش عرّفك أنت بشغلات البنات ؟؟ ) "
و ضحك ثم قال :
" ( البركة فيك ! علميني ! ) "
" ( مجدووووووه ) "
و انفجر قهقهة ثم قال :
" حسنا حسنا ... متى من انتهيت ِ حبيبتي اتصلي بي "
" طيّب . بس لا تقعد تدق علي كل شوي ؟ "
" إش أسوّي بعمري ؟ توحشيني كل شوي ! "
( أما هذا الرجال متفرّغ على عمره ! يــــــــا أخي الكوافيرة جالسة تسيّح شعري يالله عاد ورانا طابور ! )
و أخيرا انتهيت ...
و ها أنا أقف أمام باب منزلي ... أودّع مجد !
و كان اتفاقنا أن يأتي عند الثامنة مساء ً لنقضي سهرة ليلة العيد سوية ...
" موعدنا الثامنة إذن ... "
" ألن تدعيني أدخل لبعض الوقت ؟ "
( مجدوه ! إش بلاك اليوم ؟ خلني أروح أكمّل إعداداتي ... توكل على الله ! )
" الثامنة عيوني ! "
" (( زين خلّيني أشوف وجهك )) "
" ( و بعدين معااااك ... ) "
" نظرة وحدة بس ! أبي أشوف وش مسوية في حالك كل هاالساعات ! يالله لميوه حبيبتي "
" قلت لك الساعة ثمان ! "
" يالله غناتي ... عشان خاطري بس نظرة وحدة ! "
" مجدوه ثمان يعني ثمان ! لا تخرّب علي المفاجأة ! رووووح بيتكم يالللله ! "
ضحك مجد و قال :
" حسنا ! الثامنة مساء ً ... إذا تبقى في جسمي غير الرماد ! أحترق شوقا لأرى ماذا تخفين خلف النقاب ! ( يا حلوة يا مبرقعة ! ) "
( عاد هو يبي يعطّلني ... و واقف لي نص ساعة على الباب بس يودّعني ... و كأننا ما رح نلتقي بإذن الله عقب يا دوب ساعتين و شوي ! )
بعد ذلك ... أتممت الإعدادات المختارة لهذه الليلة ...
زيّنت المجلس - حيث اعتدنا اللقاء - بالزهور الطبيعية الخلابة ...
نثرت الشموع العطرية الدافئة في كل مكان ...
و على مائدة الطعام ، وضعت شمعتين متوهجتين رائعتين ... نشرتا ضوءهما الباهت ليشملا أطراف المائدة و ما حوت ...
الكعك ... الحلوى ... و أطباق العشاء الساخنة ... و البخار الناعم المتصاعد منها ... يفوح برائحة الطعام اللذيذ الذي أعددته و أمي ... فيمتزج بعبير الزهور ... و أريج الشموع العطرية .... خالقا جوا رومانسيا عابقا بشذى جميل ...
أما هديّتي إلى مجد ، فقد وضعتها على منضدة مجاورة ... منتظرة اللحظة التي يفتحها فيها و يبدي رأيه ...
( يا رب تعجبه ! كتبت له معها كم بيت شعر ! و الله من تأليفي ! من قدّك يا مجدوه ؟؟ ترى مو كل خطيبة تقدر تكتب في خطيبها كم بيت شعر ! انبسط يا عم ! )
حان وقت فستاني الجديد ... (( المحتشم بالمرررة ! ))
ربّما تمكنت ( بودرة خدّي ) الوردية من إخفاء الاحمرار الطبيعي الذي انبثق على وجهي لدى إلقائي نظرة أولى ... على صورتي في المرآة ... مرتدية ثوبا ( محتشما بالمرررة ! )
( الله يستر ! كلّه من شجنوه ! ساحرتني هاالشجن ! كل شي أصدّقها و أطيعها فيه ! يا خوفي لا مجد ... يغيّر رايه فيني ! )
عدا عن ذلك ... فقد كنت ُ في غاية الأناقة و الجمال !
( صلّوا على النبي و آله ! )
الثامنة إلا دقيقتين ، يرن هاتفي المحمول !
" أهلا مجد "
" أهلا حبيبتي . أنا عند الباب ! "
" آه ... حسنا ... ادخل فهو غير موصد ... و ادخل إلى المجلس مباشرة أنا انتظرك هنا "
و وقفت عند باب المجلس ... في انتظار خطيبي الحبيب ...
يمكنكم تصوّر مدى الاضطراب الذي شعرت به !كنت أرتجف !
انفتح الباب ... و أطل منه ... مجد ... يحمل في يده (( هديّة ما ))
عندما التقت أنظارنا ... توقفت الكرة الأرضية عن الدوران ... !
(( إيه توقّفت ! فيه أحد مو مصدّق ؟؟ حتى اسألوا علماء الفلك ! ))
مجد نظر إلى عيني ... ثم هبطت أنظاره نحو الأسفل ... ثم صعدت نحو الأعلى ... و استقرت على عيني ... و جولة أخرى للأسفل ، فالأعلى ... فإلى عيني !
( يعني طالعني من فوق لتحت ! )
ثم أخذ نفسا عميقا ... و انفغر فوه عن ابتسامه بهجة ... ثم نطق :
" مرحبا ... حبيبتي ... "
و تقدّم نحوي داخلا الغرفة و مغلقا الباب .... و مدّ يده لمصافحتي
كنت ابتسم ابتسامة خجلة ... فمن نظرات مجد إلي أدركت ُ أنني ( سحرته ! مثل ما تقول شجنوه ! )
مددت يدي إليه و أنا أقول بخجل:
" مرحبا بك ... أهلا عزيزي "
مجد ... صافحني بقوة استطاعت منع أصابعي من الارتجاف ...
و هاهو ... يطير بيدي نحو شفتيه و يطبع قبلة دافئة عليها !
و هاهو يحتفظ بيدي قرب صدره ... و يركز النظر في عيني و يقول :
" كل عام و أنت ِ بخير يا حبيبتي "
لم استطع الرد عليه !
فأنا أشعر بخجل شديد و يدي محبوسة بين أصابعه ، قرب صدره !
" كم أنت ِ جميلة ! تبارك الله ! "
رفعت ُ بصري إليه ثانية ثم غضضته من جديد !
ما بي أتصرّف و كأنّها المرة الأولى التي أقابل فيها مجد ؟؟
لماذا أشعر بكل هذا الكم الهائل من الخجل ؟؟
لماذا لا أرد على معايدته ؟؟
( كلّه منّك يا شجنوه ! وهّقتيني ! )
مجد مدّ يده اليسرى ، و التي تحمل الهديّة نحوي قائلا :
" عيدك مبارك ... "
و بصعوبة أرغمت لساني على النطق أخيرا :
" الله يبارك في حياتك و عساك من العايدين ... "
و استلمت الهديّة منه ... بيدي اليسرى أيضا ، إذ أن اليمنى لا تزال محبوسة خلف قضبان يده !
و الآن ...
مجد يمد يده اليسرى نحو وجهي و يرفعه للأعلى !
نظراتي كنت أدفنها تحت الأرض من شدّة الخجل إلا أنه أجبرني على النظر إليه !
" انظري إلي حبيبتي ! "
( يالله عاد مجدوه ترى استحي ! )
" ما أجملك ! أ كنت ِ تخفين كل هذا خلف البرقع ؟ يا حلوة يا مبرقعة ! "
هنا لم أتمالك نفسي و ضحكت !
و أخذ يضحك هو الآخر ...
ثم نظر من حوله فرأى الغرفة مليئة بالزهور ... و الشموع ... و العطور الفواحة !
قلت :
" ما رأيك ؟ "
قال :
" مذهل ! ... ما أروعك ! "
ثم تقدمنا نحو المقاعد و وضعت ُ الهدية التي قدّمها إلي على نفس المنضدة التي كانت هديّتي إليه تجلس فوقها ... و قدّمت إليه هديّتي قائلة :
" هذه لك ... حبيبي ... و عيد سعيد ! "
مجد انفجرت أساريره ... بدا غاية في الفرح و البهجة ! يكاد يطير !
( زين اصبر أول شوف وش داخل ها العلبة ! يمكن ما يعجبك ؟؟ )
(( ما همني الهديّة عيوني ! أشوفك قدّامي بكل ها الحلاوة و اسمعك تقولين حبيبي و ما تبيني أطير ؟؟ إلا طاير و شوي و أصقع بالسماء ! الله يلطف بعقلي الليلة ! ))
أخذ العلبة و قال :
" شكرا لك حبيبتي ... كم أنت ِ رائعة ! "
" أتمنى أن تعجبك ! "
" (( كل شي يجي منّك حلو ... يا حلو... يا مبرقع ! )) "
اعتقد كفاية عليكم كذا !
و إلا تبوني أقول لكم تفاصيل السهرة ......؟؟؟
طيّب باقول لكم بس سطرين !
إنني ... لم أكن أقرب إلى مجد من هذه الليلة ...
و الغريب ... أنني لم أعد أشعر بالغضب و الانزعاج من اقترابه ! بل إنني ... أريد ليدي أن تبقى أسيرة يديه طوال الوقت ! ... هل هذا ... شعور طبيعي ... ؟
يتبــــــــــــع | |
|
| |
maysaa al msalmeh
عدد الرسائل : 4 العمر : 25 الموقع : الامارات- العين تاريخ التسجيل : 31/03/2013
| موضوع: رد: روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود الأحد مارس 31, 2013 4:23 am | |
| حلوووووووووة كتيير ككتيير بس لو في روايات تانية لهاي الكاتبية وممكن تكملة الرواية لو سمحتي بليييييييز بليييييز لو سمحتي كتير تعلقت برواياتها لو سمحتي | |
|
| |
اسماء
عدد الرسائل : 1 تاريخ التسجيل : 14/08/2013
| |
| |
| روايــــــــــة [ أنا .. و نصفي الآخر ! ]د.منى المرشود | |
|