لندن: سوزان مبارك والأمير تشارلز يفتتحان معرض الفرعون الذهبي

افتتحت السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري بعد ظهر امس معرض «الملك توت عنخ آمون والعصر الذهبي للفراعنة» في قبة الألفية سابقاً، التي تعرف الآن باسم O2». وشارك في حفل الافتتاح الامير تشارلز ولي عهد بريطانيا وزوجته دوقة كورنويل كاميلا باولز، ووزير الثقافي المصري فاروق حسني. ويضم المعرض131 قطعة أثرية من مقبرة الملك توت عنخ آمون وملوك آخرين تم اكتشافها في مقابر وادي الملوك.
وأغلبية هذه الآثار لم تكن موجودة أثناء المعرض الأول الذي استضافته العاصمة البريطانية عام 1972، وقد بدأت الاستعدادات في لندن منذ اسابيع عدة تمهيداً لهذا الحدث المهم، فقد استقبل ميدان الطرف الأغر، أشهر ميادين لندن تمثالاً، للإله أنوبيس لمدة أسبوع، تم بعدها نقله بمركب مفتوح عبر نهر التيمز إلى أن استقر في مدخل مقر المعرض انتظاراً لافتتاحه».

وقال الدكتور زاهي حواس الامين العام لهيئة الآثار المصرية في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» امس ان معرض الفرعون الذهبي يعود الى العاصمة البريطانية بعد غياب 35 عاما، ومن المتوقع ان يحقق 140 مليون دولار لمصر، خلال فترة وجوده في لندن، يوجه 95 في المائة من تلك العائدات للحفاظ على الآثار المصرية وترميمها».

واشار الى ان المعرض السابق عام 1972 لم يحقق لمصر أي عائد مادي، مؤكدا انه لن تكون هناك بعد اليوم معارض مجانية للآثار المصرية في الخارج. وأوضح ان معرض الفرعون الشاب سيكون له عائد سياسي وآخر سياحي خلال ثمانية شهور من وجوده في العاصمة البريطانية قبل ان ينتقل الى عاصمة اوروبية اخرى. ودعا الدكتور حواس في المؤتمر الصحافي الذي عقده امس في قبة الالفية على هامش افتتاح المعرض الدول ذات التراث الانساني والاثري ان تتكاتف معا لاستعادة اثارها في الخارج، ولو على سبيل الاعارة، مشيرا الى ان بريطانيا علقت موافقتها على اعارة حجر رشيد ابرز المقتنيات الاثرية بالمتحف البريطاني حتى عام 2012 حتى يتم افتتاح المصري الجديد. وطالب بممارسة نوع من الضغوط على تلك الدول حتى يتم اقراض القطع الاثرية الاصلية بدلا من التذرع بدعاوى اجراءات الامن والسلامة. وقال ان هناك فرقا من الخبراء الآثاريين المصريين يتم تدريبهم لاجراء حفريات العام المقبل في صعيد مصر، وسيكون لهم الريادة في اكتشاف اثار بلادهم، بعد اكتشاف 63 مقبرة في وادي الملوك بالبر الغربي للاقصر على يد بعثات اجنبية». وباع المنظمون بالفعل حتى الان نحو نصف مليون بطاقة دخول مقدما للمعرض الذي سيفتتح للجمهور غدا ويستمر حتى اغسطس اب 2008.

وحين جاءت الكنوز الفنية الخاصة بمقبرة الملك الشاب والتي ترجع الى 3500 سنة الى لندن لأول مرة في 1972 امتدت الطوابير على مدار الساعة في المتحف البريطاني حيث اجتاحت حمى توت بريطانيا. وفي ختام المعرض الذي استمر ستة اشهر كان اكثر من 1.6 مليون شخص قد دفعوا رسم الدخول البالغ 50 بنسا. وعاد كثير من تلك القطع الفنية لكن ليس من بينها قناع الملك الذي بقي في مصر خشية ان يلحق به ضرر اثناء نقله. وفي الاجمال ستعرض 130 قطعة منها 50 من المقبرة نفسها مثل كفن مصنوع من الذهب والاحجار الكريمة وغطاء الرأس الملكي لتوت عنخ امون.

ويطوف المعرض دولا عديدة في اميركا واوروبا لجمع اموال لتمويل الحفاظ على الاثار المصرية. واجتذب المعرض اربعة ملايين زائر على مدى عامين ويبدو أن الفرعون الذهبي قد أدمن هذا التجوال، فبعد مغادرته أميركا حل ضيفا على العاصمة البريطانية لندن وسط اهتمام إعلامي وأثري غير مسبوق، وكانت محطته الأولى في بازل السويسرية، ثم بون الألمانية ومنها إلى المدن الأميركية، ثم إلى لندن. وبعد لندن من المقرر أن ينتقل المعرض إلى العاصمة النمساوية فيينا، وينتظر أن يعود مجددا إلى المدن الأميركية، ليتجول فيها حتى عودته إلى مصر في عام 2011 ». وتوت عنخ آمون يحظى بمكانة خاصة في الاكتشافات الاثرية الفرعونية لكونه الفرعون الوحيد بين الملوك الذي اكتشفت مقبرته كاملة حيث نجت من عبث اللصوص وعاديات الزمن. وتتعدد نظريات الاثريين حول سبب موت توت عنخ آمون وهو في سن صغيرة حيث توفى وعمره 19 عاما حيث قال البعض انه قتل لانه حاول اعادة عبادة تعدد الآلهة كونه جاء عقب اخناتون وديانته التوحيدية بينما عزى البعض موته الى تداعيات اصابة ألمت بساقه التي كسرت.

وتوت عنخ آمون كان أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 قبل الميلاد، في عصر الدولة الحديثة. ويعتبر توت عنخ آمون من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بانجازات حققها او حروب انتصر فيها وانما لأسباب اخرى لا تعتبر مهمة من الناحية التاريخية ومن ابرزها هو اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون اي تلف واللغز الذي احاط بظروف وفاته حيت اعتبر الكثير وفاة فرعون في سن مبكرة جدا امرا غير طبيعي خاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة وزواج وزيره من ارملته بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونا، كل هذه الأحداث الغامضة والاستعمال الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرة توت عنخ آمون التي استخدمت في الأفلام وألعاب الفيديو جعلت من توت عنخ آمون أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق على الإطلاق بالأهمية التاريخية او لإنجازات حققها اثناء سنواته القصيرة كفرعون مصر وانما لألغاز وأسئلة لا جواب لها اعتبرها البعض من اقدم الاغتيالات في تاريخ الإنسان.

وتوت عنخ أمون كان عمره 9 سنوات عندما اصبح فرعون مصر واسمه باللغة المصرية القديمة تعني «الصورة الحية للاله آمون»، كبير الآلهة المصرية القديمة. عاش توت عنخ آمون في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة حيث أتى بعد أخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد وتم في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة. وتم اكتشاف قبره عام 1922 من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر وأحدث هذا الاكتشاف ضجة اعلامية واسعة النطاق في العالم.